جعجع: سيرة من الدم والتأمر والتبعية ومعاداة الشرعية
* رغم لقبه بـ"الحكيم" إلا أن جعجع لم يكمل دراسة الطب التي بدأها في الجامعة الأميركية في بيروت، بل تركها مع اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 ليلتحق بالعمل الميليشياوي.
* 1975 – 1978: انخرط في صفوف ميليشيا "الكتائب اللبنانية"، قبل أن يصبح قائدًا ميدانيًا.
* حزيران 1978: شارك في هجوم عسكري على منزل آل فرنجية في إهدن أسفر عن مقتل طوني فرنجية وزوجته وابنته وآخرين.
* 1982 : مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان، برز كقيادي في ميليشيا "القوات اللبنانية".
* 1985: تولى قيادة "القوات اللبنانية" بعد صراعات داخلية، قاد خلالها انقلابا داخليًا وأطاح بمنافسه إيلي حبيقة.
* 1986 – 1990: خاض معركة ضد الجيش اللبناني بقيادة العماد ميشال عون وتسبب بقتل عشرات شهداء الجيش، وتحالف مع النظام السوري في حصار قصر بعبدا ونفي عون (1989 – "حرب الإلغاء").
* 1990: أنهى اتفاق الطائف الحرب الأهليّة، لكن جعجع رفض الحل، ولم يقبل بما نص عليه الاتفاق من ضرورة تسليم سلاحه ضمن أسلحة الميليشيات إلى الدولة اللبنانية.
* 1994: وقع في تفجير كنيسة سيدة النجاة (زوق مكايل) ما أدى إلى قتل 11 شخصًا، فحوكم جعجع وأدين بالجريمة وحُكم عليه بالسجن المؤبد. ومع هذه الجريمة، فتح سجل جعجع خلال الحرب الأهلية ليُدان بـ: اغتيال داني شمعون (1990)، محاولة اغتيال ميشال المرّ (1991)، اغتيال رئيس الحكومة رشيد كرامي (1987).
• 2005: أقرّ البرلمان قانون عفو خاص طال جعجع (مع آخرين) فأُفرج عنه في 26 تموز بعد 11 عاماً وخرج من السجن دون حكم براءة.
• عاد لقيادة "القوات اللبنانية" في إطار تحالف "14 آذار" وشكّل تحالفًا رباعيًا مع حزب الله وحركة أمل والمستقبل في الانتخابات النيابية. ثم انقلب على تحالفاته بعد الانتخابات.
* الاندماج في المنظومة: منذ خروجه من السجن عام 2005، اندمج سمير جعجع كليًا في المنظومة الحاكمة، فدخلت "القوات اللبنانية" إلى الحكومات المتعاقبة ضمن تحالف "14 آذار" المناوئ لحزب الله، الذي شكّل فريق الأكثرية في الدولة لسنوات. واستمرّت "القوات" بالمشاركة في الحكومة المتعاقبة التي تسارعت خلالها وتيرة الانهيار الاقتصادي.
* تآمر على لبنان - تموز 2006: دعم سمير جعجع وحزبه الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006. ووفقًا لوثائق "ويكيليكس" التي نشرتها صحيفة "الأخبار" في 18 آذار 2011، كان جعجع قد عبّر خلال الحرب أثناء لقائه السفير الأمريكي جفري فيلتمان عن دعمه لنشر قوة دولية متعددة الجنسيات في جنوب لبنان، ورأى أن تفكيك قوة حزب الله يكمن في إظهار الحزب كتهديد داخلي أمام الشعب اللبناني، واستغلال القدرات العسكرية الإسرائيلية ضده.
* حرّض على الفتنة السنيّة - الشيعيّة بعد العام 2006 متلطيًا خلف رئيس الحكومة حينها فؤاد السنيورة المدعوم أميركيًا وسعوديًا. وقد دفع نحو الصدام بين الحكومة غير الشرعية والمقاومة عام 2008.
* 2016: انقلب على العماد ميشال عون بعد تفاهم معراب وخاض ضده مواجهة سياسية حادة دون اعتبار لموقع رئاسة الجمهورية.
* مع اختطاف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لرئيس الحكومة سعد الحريري عام 2017، برز موقف جعجع كشواذ بين الإجماع الوطني المطالب بفك أسر الحريري، فدعا الرجل إلى الركون للمطالب السعودية التي تدفع البلاد صراحة نحو الحرب الأهلية، مساهمًا في تغطية اختطاف زعيم أكبر تيار سني في البلد.
* 2019: مع لحظة الحقيقة في تشرين الثاني 2019، ركب جعجع موجة الاحتجاجات وحرفها نحو استهداف عهد ميشال عون وسعد الحريري وحزب الله. ساهم هذا الأمر في فشل الحراك ونجح أصحاب المصارف في تمرير أكبر مشروع نهب لأموال المودعين.
* 2021: استعاد مهنته السابقة أيّام الحرب الأهلية كقائد ميليشيا، فقام عناصره بإطلاق النار على متظاهرين سلميين في الطيونة متسببين بسقوط شهداء وجرحى. وقد استُدعي حينها للتحقيق ولم يمثل أمام العدالة.
* خلال العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان عام 2024، شكّل سمير جعجع وحزبه غطاءً سياسيًا للحرب من خلال تبريرها، والاستقواء بها على المقاومة في الداخل لتحصيل مكاسب سياسية خاصة. وقال في تصريح خلال الحرب (31 تشرين الأول 2024) لمجلة "بوليتيكو" إن: "لبنان أمام فرصة للتحرر من قبضة طهران". وسعى إلى ربط وقف إطلاق النار بانتخاب رئيس للجمهورية، فصرّح في 12 تشرين الأول 2024 أن "انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون ملتزمًا بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بنزع سلاح الحزب يعد شرطًا أساسيًّا للتوصل إلى وقف إطلاق النار".
يستعيد جعجع أحلامه بالسيطرة على الساحة المسيحيّة. لم ينسَ الرجل خلفيّته الإلغائية، فهو ما زال يسعى لتصفية النفوذ السياسي لكل الشخصيات المسيحية حتى تلك التي تنضوي ضمن مشروعه السياسي العام. ويحاول جعجع اقتناص فرصة توسع النفوذ الأميركي - السعودي في لبنان بعد حرب 2024. وهو مدركٌ تمامًا أنه أمام وقت غير مفتوح، لذا يعمل من خلاله للضغط في كل اتجاه قبل انتهاء مفاعيل الحرب، وخروجه خاوي الوفاض!