جعجع يطلق "حرب إلغاء" جديدة على مشارف الانتخابات النيابية

تصريحات صادمة للوسط المسيحي أطلقها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أعادت إلى الأذهان شبح "حوادث الإلغاء" خلال حقبة الحرب الأهلية. فأثناء لقاء في قضاء بشري، في 17 آب 2025، هاجم جعجع الإعلامي رياض طوق، واصفًا إياه بالـ"سوسة"، وقال: "عنا سوسة بالضيعة اسمها رياض طوق.. وكنت بتمنّى ما تكون موجودة". أمّا سبب الهجوم، فهو مجرّد صدور تلميح من طوق بنيّته الترشّح للانتخابات النيابية أو دعم مرشحين مستقلّين في الانتخابات البلدية ضمن منطقة بشري.

جعجع شبّه حقّ طوق في الترشّح للانتخابات بالقتل، وقال "ما بحقلّه يترشح للانتخابات؟ مبلى، تمامًا متل ما (فلان) حقه يسحب الفرد ويطلع عالسّاحة ويبلش قواص"!

طوق لجعجع: يُسمح فقط لزوجتك بالترشّح؟

وقد ردّ طوق بفيديو عبر منصة "إكس" في 18 آب، دافع فيه عن حقّه الدستوري في الترشّح وواجه اتهامات جعجع نقطةً بنقطة. أبرز ما قاله طوق في ردّه:

- رفض الإهانة الشخصية وذكّر بأن الترشّح للانتخابات حق دستوري لا يحق لأحد مصادرته

- هل في بشري يُسمح فقط لزوجتك بالترشّح؟

- لفت طوق نظر جعجع إلى نتائج الانتخابات الأخيرة في بشري موضحًا أن 44% من أبناء بشري صوّتوا ضد لائحة "القوات".

- اختتم رسالته بتحدٍّ صريح لجعجع: "زمن الإقطاع انتهى.. لا يمكنك ممارسته علينا".

إرث الحرب الأهلية وهواجس الهيمنة

أعادت هذه الواقعة إلى أذهان المسيحيين في لبنان، سجل سمير جعجع الإلغائي حيث أقصى خصومه السياسيين من خلال الاغتيال الجسدي في إطار  الصراع على زعامة الساحة المسيحية. 

وقد أدين جعحع رسميًا بعد اعتقاله عام 1994 بأربعة جرائم اغتيال سياسي، أبرزها اغتيال الزعيم المسيحي داني شمعون مع زوجته وولديه عام 1990، بعد أن رأى فيه عقبة أمام تولّيه الزعامة المطلقة للمسيحيين بعد الحرب. وقد حُكم على جعجع آنذاك بالإعدام ثم خُفف إلى السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة.

خطاب جعجع الإقصائي اليوم، في بشري وغيرها، يذكر الجميع بعقلية الرجل الإلغائية. وهو ما يعزز من الهواجس لدى الكثير من الشخصيات السياسية المسيحية حول مخطط لدى جعجع للهيمنة الشاملة على الواقع السياسي المسيحي بكافة الطرق الممكنة.