الجولاني مقاول أمني جديد ضدّ المقاومة
يعمد الحكم الجديد في سوريا - تنظيم القاعدة في بلاد الشام سابقًا - إلى توجيه رسائل دورية واضحة بجهوزيته لمحاربة أعداء الولايات المتحدة و"إسرائيل".
فقد صرّح الرئيس الانتقالي أحمد الشرع (الجولاني) لصحيفة jewish journal "الإسرائيلية" في 28 أيار الماضي بأن لدى نظامه و"إسرائيل" أعداء مشتركين عارضًا التعاون ضدّهم، غامزًا من قناة حزب الله وإيران.
يقدم الشرع - ومن خلفِه الراعي التركي - سوريا ككيان وظيفي ينفذ الطلبات الغربية في شرق المتوسط ويُسلم سوريا وثرواتها مقابل الحفاظ على النظام الجديد. أي إن نظام الجولاني كما مجمل الأنظمة العربية الاستبدادية المستتبعة يريد بيع بلاده مقابل الحفاظ على زعامته.
تنشر وسائل إعلام الحكومة السورية الجديدة والمواقع المرتبطة بالتنظيمات الجهادية الحاكمة في سورية فيديوهات لما تقول إنه مصادرة شحنات أسلحة متوجهة إلى حزب الله في لبنان. تدرجت التسجيلات من مصادرة بضع بنادق إلى مصادرة شاحنة قذائف، ومن مداهمة شقة صغيرة إلى مداهمة مستودع مزعوم دون تقديم أي دليل على صحة ذلك، بل تكاد تكون أقرب إلى دعاية رخيصة غير مكتملة هدفها الواضح إقناع الغرب و"إسرائيل" بأن النظام الجديد "مفيد". وربما لذلك أطلقت وكالة سانا السورية الرسمية صفحة بالعبرية، رغبة في اطلاع المسؤولين الإسرائيليبن على الخدمات التي يمكن أن يقدمها الحكم الجديد.
كان متوقعًا أنه في ظل العدوان الوحشي المتواصل على غزّة سيكون وصول "الجهاديين السلفيين" إلى سدة الحكم في سوريا بدايةً لشن هجمات ضدّ كيان الاحتلال. إلا أنه رغم العدوان المتواصل على سوريا من "تل أبيب" ورغم ما تعهد به الجولاني سابقًا بنصرة فلسطين فإنهم بدأوا بمفاوضات مباشرة مع "الإسرائيليين" ويكرّرون الحديث عن السلام وحصار قوى المقاومة.
قاتلَ الجولاني سابقًا في العراق وشارك في العمليات الإرهابية ضدّ مساجد وشوارع وأسواق العراقيين بحجة "تعاملهم مع الأميركيين لخدمة اليهود"، أما عند تسلمه حكم سوريا فكانت أولى خطواته إعادة فتح سفارة أميركا في دمشق باحتفال متناسيًا كلّيًّا الاستباحة الأميركية للأجواء السورية واحتلالها للتنف ومنطقة شرق الفرات، مقدمًا نفسه مقاولًا عسكريًّا لدى "الأميركيين لخدمة اليهود".!
يريد الشرع على ما يبدو تكرار تجربة السادات لتثبيت حكم استبدادي تابع للغرب في سوريا ثمّ لإعادة الهيمنة على لبنان والتدخل في العراق في مرحلة تالية خدمة لمصالح نظام التطبيع العربي.