تعلون إعلامي تحت الطاولة.. آل الخياط وآل المر

من يأتي برأس حزب الله

GoMi6wlX0AASRht.jpg 385.87 KB
تصعيد إعلامي لافت يتبلور في لهجة قناة "الجديد" ضد حـ.ـزب الله. فقد انتقلت القناة إلى ضفة الحـ.ـرب الفجّة والعلنيّة ضد حـ.ـزب الله حتى في الشأن المرتبط بالمواجهة مع الـ.ـعـ.ـدو، وذلك بعد سنوات من "التودد" إلى جمهوره.

التوقيت والسياق 

رفع النبرة لم يأتِ من فراغ، بل يتزامن مع تصاعد الضغوط الدولية والأميركية ضد لبنان، وهي ضغوط  قادتها مؤخرًا نائبة المبعوث الأميركي إلى لبنان مورغان أورتاغوس، والتي غطّت “الجديد” زيارتها بشكل مكثّف. وبين سطور التغطية، حاولت القناة التركيز على القول إن حـ.ـزب الله هو العائق الأساسي أمام بناء الدولة والإصلاح الذي يطالب به المجتمع الدولي.

صدى لتعليمات أورتاغوس

زيارة أورتاغوس وخطابها ضد حـ.ـزب الله، كانا حاضرين أساسيين خلال الفترة الأخيرة في نشرات أخبار "الجديد"، مع تبنٍّ واضح لمصطلحات المندوبة السامية الأميركية مثل: "إصلاحات عسـ.ـكرية واقتصادية ومالية"، "شكوى أميركا على بطء الجيش في التعامل مع السلا ح غير الشرعي"، "قدمت أورتاغوس عرضها للوزراء وقالت عندما يبدأ لبنان بتجميع السلا ح على جميع الأراضي اللبنانية ويتم حصره بيد الدولة حينئذ تتوقف الهـجـ.ـمات الإسرائيليّة"، دون أي تعقيب سلبي أو رافض لهذا المنطق.

* نزع الشرعيّة

- في مقدمة نشرة الأخبار بتاريخ 8 نيسان 2025، تعمّدت القناة إبراز تقرير قناتي "العربية" و"الحدث" السعوديتين حول تسريبات أمنية تدّعي أن حـ.ـزب الله يسيطر على مرفأ بيروت من خلال “متعاونين في جهاز الجمارك”، وأنه يستخدم هذه السيطرة لتهريب أسلحة وأموال. ورغم إيرادها نفيًا نقلًا عن مصادر حكومية لهذه الشائعات، إلا أنها توجت النفي بعبارة نقلتها عن مصدر حكومي: “إذا كنا مفتحين عين… صرنا مفتحين العينتين”، في تلميح يُبقي الحـ.ـزب في "قفص الاتهام" رغم النفي الرسمي.

- في مقدمة نشرة الأخبار بتاريخ 6 نيسان، ركّزت القناة على الحديث عن السيطرة على مخا زن السلا ح جنوب لبنان، وطلب “سحب السلا ح من 10 مواقع”، وربطها باحتمال استهدافها من "إسرائيل" بما يوحي للمتلقي وكأن المقــاومة لا الـ.ـعـ.ـدو، هي ”خطر أمني داخلي” يجب تفكيكه. هذا الأسلوب الذي يعتمد غالبًا على “مصادر أمنية”، “مصادر غربية”، “أحد الوزراء"، يُستخدم من قبل القناة لتبرير تمرير معلومات تتناغم مع الحملة ضد الحـ.ـزب، وتحصر صورة المقــاومة في زاوية أمنية "خارجة عن الشرعية"، في محاولة لإسقاط رمزية المقــاومة لصالح صورة "ميليشيا تُهدد السيادة".

* تقرير “الرخصة” 

على توقيت حرب الإبادة الإسرائيلية، ارتأت القناة مناقشة المقــاومة في "جنس الملائكة"، فأعدّت تقريرًا بعنوان “أين رخصة حـ.ـزب الله؟”، للقول إن المقــاومة التي ولدت من رحم الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، هي "خارجة عن الدولة"، التي حرّرتها (المقــاومة) وحافظت على وجودها. لا شك أن هذا النوع من العناوين لا يندرج مطلقًا في إطار التساؤل المهني أو الموضوعي، بل يعكس تبنّي القناة نهج خطاب "الانتداب الجديد" للبنان.

* على موجة الوصاية

لا يمكن فصل تصعيد “الجديد” عن الضغوط الدولية التي تتكثف على لبنان، وعن أجندة واضحة تتبنّاها واشنطن وحلفاؤها، هـ.ـدفها “نزع سلا ح حـ.ـزب الله” تحت عناوين الإصلاح والدولة. في هذا السياق، يبدو أن القناة تتحرك على إيقاع هذه الأجندة.

اتخذت “الجديد” موقعها الواضح كطرف في الحـ.ـرب ضد حـ.ـزب الله، إلى جانب غيرها من قنوات وأدوات "إعلام الوصاية". انضمّت القناة علنًا إلى هذا "المنتدى الإعلامي المعادي" بعد سنوات من التستّر بغطاء إعلاميين مؤيدين للخط المقــاوم، ولولا "نيو" لما استطعنا التمييز بينها وبين "أم تي في"، رأس حربة المشروع الأميركي في لبنان. مع فارق بسيط، أن من يموّل هذا الاصطفاف السياسي للقناة اليوم، يأمل بوصول رسائلها إلى جمهور محدد، بعد أن أثبتت التجربة أن عددًا لا بأس به من هذا الإعلام غير متابَع من قِبَله. 

* أي مصادر تمويل لإدارات هذه المؤسسات الإعلامية؟

الدور الوظيفي للقناة يعكس علاقات إدارة القناة، التي لديها اتصال مفتوح مع غرفة إدارة الحـ.ـرب المعلوماتية، وهي غرفة أميركية سعوديّة إماراتيّة. وقد حان الوقت، لمساءلة هذه المؤسسات الإعلامية المقوِّضة للأمن الوطني، عن مصادر تمويلها والنشاط الاقتصادي لمالكيها.


@MTVLebanonNews

 

@ALJADEEDNEWS

 

#بيروت_ريفيو

منشورات ذات صلة