"19/10/2024" يوم وصلت مسيرة حزب الله إلى غرفة نوم نتنياهو!

بعيد منتصف ليل السابع عشر من شهر تشرين الأول ٢٠٢٤، أصدرت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية بيانًا تفصيليًا حول مجريات معركة أولي البأس، وختمت هذا البيان بجملة تركت الكثير من الغموض والترقب في اوساط المنظومتين الأمنية والسياسية في كيان العدو، والجملة هي:

بناءً على توجيهات قيادة المقاومة، تعلن غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة.

عند الساعة السابعة من صباح التاسع عشر من شهر تشرين الأول ٢٠٢٤، أي بعد مرور أقل من ٣٦ ساعة على بيان  غرفة عمليات المقاومة، دوّت صفارات الإنذار في جنوبي منطقة حيفا خشية تسلل طائرات مسيرة، واستنفر سلاح الجو الإسرائيلي للبحث والتصدي لهذه المسيرات التي شوهدت إحداها تحلق بالقرب من طائرة مروحية اسرائيلية كانت تقوم بمهمة البحث عن هذه المسيرة.

عند السابعة والنصف، انفجرت إحدى هذه المسيرات في مبنى بمنطقة قيسارية، ولكن هذا الخبر لم يكن عاديا في أوساط العدو، إذ أن المبنى المستهدف لم يكن مبنى عاديا، بل منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
تلك العملية كانت الأولى من نوعها في تاريخ الكيان، إذ لم يسبق أن تعرض منزل رئيس حكومة إسرائيلي لأي استهداف عسكري.
وتعليقًا على هذه العملية النوعية، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن "استهداف منزل رئيس الوزراء بطائرة بدون طيار في قيسارية، يبدو وكأنه انطلاق المرحلة الجديدة التي أعلن عنها حزب الله. حزب الله هدّد وهو موجود وينفّذ".
وبعد ساعات، فُرِضَت تدابير أمنية في الكيان على كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية، مع التكتم على تنقلاتهم خشية من استهداف أماكن وجودهم.

في الوقائع:
- قال ديوان نتنياهو إن "طائرة مسيّرة أطلقت من لبنان وأصابت بشكل مباشر منزل بنيامين نتنياهو في قيسارية".
- أكدت إذاعة جيش العدو أن المسيّرة هي من طراز تلك التي أصابت معسكر غولاني ويصعب اعتراضها.
- نقل موقع "والا" أن المسيّرة انفجرت رغم مطاردة مروحيات عسكرية إسرائيلية لها طيلة الوقت.
- أعلن مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف في 22 تشرين الأوّل مسؤولية الحزب عن العملية قيسارية.

في ردود الفعل:
- قال نتنياهو إن "وكلاء إيران ارتكبوا خطأ فادحا" بمحاولة اغتياله هو وزوجته.
- وصف وزير حرب العدو يوآف غالانت الاستهداف بأنه هجوم على "رموز حكومة إسرائيل".
- رئيس الكنيست أمير أوحانا اعتبر أن إيران ارتكبت خطأً كبيراً عبر وكيلها حزب الله، وقال إن ""إسرائيل" دولة ذات سيادة ورئيس وزرائها خط أحمر، وعلى من تطاول عليه أن يدفع الثمن".
- وزيرة المواصلات في الكيان ميري ريغيف وصفت الهجوم بأنه "محاولة لإخافة قيادتنا، لكنها لن تنجح".
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عبّر عن تضامنه مع نتنياهو داعياً إلى "عدم وقف المعركة حتى تحقيق النصر الكامل في غزة ولبنان والضفة".
- اتصل الرئيس الأمريكي ونظيره البريطاني بنتنياهو للتأكيد على الدعم الأمني لـ"إسرائيل" والتنديد بمحاولة استهداف قيادتها.

في التعليقات:
- قال غيورا آيلاند (جنرال احتياط ورئيس سابق لشعبة العمليات والتخطيط في الكيان) للقناة 12 الإسرائيلية إن المسيّرات باتت تحدياً تكنولوجياً معقداً للدفاعات والطائرة من دون طيار "هدف صغير يطير على علو منخفض ويعرف كيف يغيّر اتجاهه، على خلاف الصاروخ الذي يمكن توقع مساره". وأكد أن المشكلة الرئيسية هي الكشف المُبكر لهذا النوع من التهديد خاصة إذا أُطلقت عدة مسيّرات متزامنة حيث يصعب تعقّبها جميعاً.
- رجّحت "نيويورك تايمز" أن حزب الله تعمد اختيار هدف رمزي كهذا لتعظيم الأثر النفسي على القيادة الإسرائيلية دون جرّ "إسرائيل" لحرب شاملة – إذ يبقى استهداف منزل فارغ أقل استفزازاً من إيقاع خسائر بشرية مباشرة، لكنه في الوقت نفسه يضرب هيبة الردع الإسرائيلي. 
- قال الباحث في الشؤون الإيرانية في "معهد أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب"، بيني سباتي، إن ""إسرائيل" دولة صغيرة، والجميع يقع داخل نطاق هجمات حزب الله، الجميع تحت التهديد". وأكد في تقدير موقف لمعهد الأبحاث أن الحدث قد يكون نقطة تحول في تعامل الحكومة الإسرائيلية مع تهديد المسيّرات.
- اعتبرت صحيفة "معاريف" أن استهداف منزل نتنياهو بطائرة مسيرّة هو "فشل أمني خطير للغاية". وقالت: "تعتقد المؤسسة الأمنية (تضم الجيش والموساد والشاباك والاستخبارات العسكرية والشرطة) أن هذا فشل أمني خطير للغاية، ولحسن الحظ أن رئيس الوزراء لم يكن في البيت، لكن هذا لا يقلل من حجم الفشل".