انتهازية حزب الكتائب عند مطمر "الجديدة"

إعداد: باسم جوني

أعلنت شركة "رامكو/التاس-ب" لجمع النفايات التوقف عن عملها في 7 تشرين الأول 2025، بعد إقفال مطمر الجديدة والتوقف عن استقبال النفايات فيه بعدما بلغ المطمر الحد الأقصى من قدرته الاستيعابية، قبل أن تعود وتنشر بعد ساعات في بيان جديد لها عن استئناف عملها. وفي 9 تشرين الأول 2025 قررت الحكومة توسيع مطمر الجديدة وفتح الخلية الثامنة فيه، لاستقبال نفايات المتن وكسروان وجزء من بيروت.

حماس الجميّل يتراجع

بعد أن حمل لواء المعارضة، وأعلن دعمه لرئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام واصفًا إياه بالشجاع، ومُعوّلًا على استعادة منطق الدولة والقانون في حكومته، انخفضت نبرة رئيس حزب "الكتائب" والنائب سامي الجميل تجاه ملف مطمر "الجديدة"، بعد أن أقرّت حكومة "سلام" توسيع المطمر، دون أي إجراء تطبيقي مُعارض من قبل وزراء الفريق "السيادي". على الرغم من هوس "الجميل" بهذه القضية لسنوات طويلة، واستغلالها في حملاته الانتخابية لتجييش جمهوره.

يحمل ملف النفايات انقسامًا سابقًا بين حزبي "القوات" و"الكتائب"، ضمن مسار "النكايات" المستمر داخل فريقهم السياسي. ففي عام 2016، نزل النائب سامي الجميل مع مناصريه للاعتصام قرب مطمر برج حمود مطالبًا بإقفاله، ما دفع رئيس "القوات اللبنانية" إلى الضغط نحو فك الاعتصام وفتح المطمر. كما وصف النائب القوّاتي السابق إدي أبي لمع، حلول الجميّل حينها بأنها غير مقنعة.

معارضة "قواتية" وتحفظ "كتائبي" خجول

أما اليوم، ومع معارضة "القوات" لتوسيع المطمر  - خلافًا لمواقفها السابقة - مقارنةً بالتحفظ الخجول لـ"الكتائب"، يتبين أنه حتى مع تفرد الفريق "السيادي" بالسلطة اللبنانية إلا أن تناقضاته لا تنتهي، من خلال معارضة مشروع ما لسنوات، ثم إقراره دون مواجهة جدّية عند الوصول إلى مركز الحكم.

فضلًا عن اعتبار رئيس بلدية الجديدة "أوغست باخوس" – المدعوم من حزب الكتائب – أن ما حصل في مجلس الوزراء هو انتصار للبلدية.

حكومة سلام تجاهلت الانعكاسات الصحيّة 

اللافت أيضًا في هذا الملف، أن حكومة "سلام" تجاهلت ما يُمكن أن يُسببه "التوسيع" من أمراض سرطانية وجلدية تُصيب سكان المنطقة، في مسار يُشبه آلية عمل الحكومات السابقة، منذ عام 2015 على الأقل، حين انفجرت أزمة النفايات، مع غياب واضح لأي استراتيجية عملية بعيدة عن "الترقيع" من قبل الحكومة "التغييرية".

منشورات ذات صلة