الجمعيّات النسويّة غائبة عن قتل "إسرائيل" لنساء لبنان

إعداد بشرى حمّود

أثار صمت الجمعيات النسوية في لبنان عن قتل "إسرائيل" لنساء لبنانيات، وآخرها جـريمة قـتل المواطنة اللبنانية زينب رسلان وزوجها جريح البيجر المكفوف حسن عطوي، على طريق النبطية زبدين في 6 تشرين الأول 2025، استغراب وانتقاد المتابعين.

علمًا، أن أيًّا من هذه الجمعيات على كثرتها، لم تصدر بيان إدانة واحد في هذه الجرائم، في وقت قتلت فيه "إسرائيل" منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 21 امرأة وجرحت 116.

موقع "بيروت ريفيو" تواصل مع بعض الجمعيات لاستصدار موقف من هذه الإعتداءات، وكانت الإجابات كالتالي:

‏‎* منظمة "كفى": الاستهدافات الصهيونية المتكررة التي تطال المدنيين بشكل عام، والنساء والأطفال بشكل خاص تشكل امتدادًا لجرائم الحرب التي بدأت مع حرب الإبادة على غزة وما زالت تستكمل اليوم في لبنان. وهذه الاعتداءات تضع النساء تحديداً في دائرة خطر مضاعف، حيث يواجهن العنف كضحايا حرب، إلى جانب العنف البنيوي القائم في أوقات السلم.
لا يمكن إلا أن نستغرب الصمت الدولي المريب حيال هذه الانتهاكات المستمرة، والذي ساهم في تكريسها وكأنها أمر واقع. غياب المحاسبة الدولية يعكس عجزاً خطيراً ويضاعف من مسؤوليتنا في الداخل.

* التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني:
هذه الاستهدافات هي خارج النطاق الإنساني، ونطالب بإيجاد حل لهذا الموضوع وعدم السكوت عنه، ونساء الجنوب هم من ضمن النساء الواجب الدفاع عنهن، لكن "التحدث بهذا الأمر يحتاج الى اجتماع لجميع أفراد التجمع والأخذ برأيهم".

* جمعيّتا "أبعاد" والهيئة الوطنية لشؤون المرأة تهرّبتا من الإجابة بعد طلب إرسال الأسئلة إلى البريد ثم تجاهلها.

"بيروت ريفيو" تواصل أيضًا مع ناشطات نسويّات، وكانت لهنّ المواقف التالية:

- فرح أبي مرشد: صمت بعض الجمعيات غير المعنية بقضايا تخصّ أرضها وشعبها، مرتبط إلى حدّ ما بأولويات التمويل والخوف من شحّه، لكن التاريخ لن يسامح. عندما أصبحت الناشطية النسوية مؤطرة بأطر مؤسسية، تحوّلت الناشطة الى موظفة مرتهنة اقتصاديًا ومهنيًا للمؤسسة التي تعمل فيها. فلا بد من رفض الإملاءات داخل مؤسساتنا لأنّها تؤثر على أراء الموظفات النسويات، ولا بد للجمعيات من استثمار مواردها وتفعيل منصاتها والذهاب نحو التقاضي الدولي، وحشد المناصرة إقليميًا ودوليًا. الجمعيات النسوية في لبنان لديها الخبرة في العمل على المناصرة، لكن لا يتم تفعيلها، ونحن لم نرها خلال الحرب وما بعدها وهذا يطرح علامات استفهام كبيرة.

* يارا أسعد (طالبة وناشطة اجتماعية):
- لقد تخطينا سياقات التعاطف مع النساء والأطفال لأننا نعلم بشكل بديهي أنّها جرائم حرب، ولا بد من التعاطف أيضًا مع ما يحصل مع الرجال. الإعلان الذي نشرته جمعية كفى خلال الحرب لمواجهة العنف الأسري هو إعلان مستفز وكارثي لأنه صُمّم على الطريقة التي اعتمدها "جيش" الاحتلال في تحذيراته. هناك صمت حول حماية النساء من العنف الاستعماري مع التركيز على العنف الاسري وهذا الصمت متعلّق بأجندات تتماهى الجمعيات معها. يجب على الناشطات النسويات أن لا تعملن وفق اعدادات الNGOS وأن ترفعن الخطاب النسوي ضد الاستعمار.

منشورات ذات صلة