تصعيد إسرائيلي لمنع إعادة الإعمار

سُجِّل مساء 12 تشرين الأوّل 2025 توسّعٌ في الخروقات الإسرائيلية لإعلان وقف الأعمال العدائية.

المسيّرات التي تحوم بشكلٍ يومي في سماء القرى الجنوبيّة، تجاوزت اليوم مهمّة التجسس، لتنتقل إلى ممارسة التهديد بالاسم لمواطنين لبنانيين هم خارج الدائرة الحزبيّة للمقاومة. 

الدرونات التي خرقت أجواء قرى النبطية على علو منخفض، بثّت عبارات تحريضيّة هدّدت فيها تحديدًا اسم منسّق تجمع أبناء البلدات الجنوبية الحدودية المهندس "طارق مزرعاني"، غير المنتمي إلى حزب الله، وكل جريمته هي المطالبة بإعادة إعمار المناطق الحدودية.

لا تتوقف "إسرائيل" عند حدّ في اعتداءاتها على لبنان: 4300 خرق إسرائيلي حتى آب 2025، لم تدفع الدولة اللبنانية إلى تحرّك ما، لم يتداعى وزراؤها إلى أماكن القصف، ولم تحضر الهيئة للعليا للإغاثة ولو شكليّاً، فيما كان الغياب الأكبر من نصيب الدبلوماسية اللبنانية التي لم تسجّل شكاوى لدى الأمم المتحدة على خروقات إعلان وقف الأعمال العدائية.

بعد غياب السلطة عن ملف إعادة الإعمار رغم مرور أكثر من ٧ أشهر على انطلاق الحكومة ببيان وزاري يتعهّد الإسراع بالإعمار، تجرّأت "إسرائيل" على تهديد كل مواطن لبناني، يعلن أو يصرّح أو يطالب بضرورة البدء بإعادة الإعمار. وهي باتت تعمد إلى استهداف المعدات الهندسية والمهندسين والمدنيين عمداً في المنطقة الحدودية، كما تستمر في أنشطة التسلل والتفجير في قرى المواجهة.

وفي إطار الخضوع الاستباقي والمُبالغ به من مصرف لبنان للوصاية الأميركية، حظرت شركة Wish money لتحويل الأموال، حساب مواطن لبناني، بتهمة "مساعدة الجنوبيين". 

وفي التفاصيل، تلقّى عضو مجلس بلدية راميا "حسين صالح" اتصالا من الشركة لإبلاغه بإقفال حسابه، بقرار من مصرف لبنان استنادًا إلى التعميم رقم 170 الصادر عن المصرف. 

القرار الذي جاء دون إنذار مسبق، لا يخضع قانونًا للتعميم رقم ١٧٠ الذي يلحظ عدم استقبال أموال من جهات خارج لبنان مُعاقَبة أميركية وهو ما لا ينطبق صالح، صاحب حملة جمع دولار واحد، لمساعدة المواطنين الصامدين في القرى الحدودية.

فيما تتجاهل الحكومة ملف إعادة الإعمار، وتغفل عن رصد ما يجب رصده لهذا الملف في الموازنة، يستكمل مصرف لبنان حصار الجنوبيين، من خلال منع أي مساعدة أو مبادرة اجتماعية لمد يد التكافل في مواجهة العدوانيّة الإسرائيلية.

هذا التصعيد الواضح على جبهة منع إعادة الإعمار في المنطقة الحدودية، جاء بعد إصرار اللبنانيين على العودة إلى قراهم وأراضيهم، ومحاولاتهم المستمرة للبقاء فيها.

منشورات ذات صلة