صحيفة اليمين المتطرّف لم تحتمل تطرّف مكرم رباح

تبلّغ المحاضر الجامعي مكرم رباح، يوم الإثنين 6 تشرين الأوّل 2025، بقرار وقف التعاون معه من قِبَل رئيس تحرير صحيفة "نداء الوطن" اليمينيّة أمجد إسكندر، التي لم تحتمل تطرّف مواقفه وهي المعروفة بالخروج عن الموضوعيّة والمِهنيّة الصحفيّة.

رباح الذي يبدو أنّه أصبح ضيفًا ثقيلًا حتّى على إعلام الوصاية، كان قد أعلن في منشورٍ على صفحته أنّ الصحيفة حجبت مقالًا له انتقد فيه أداء الرئاسة الأولى وقيادة الجيش في ما يتعلّق بـ "حزب الله" وإضاءة صخرة الروشة. وقال: "كان قراري بالكتابة في نداء الوطن مبنيًّا على قناعة، تبيّن لاحقًا أنّها واهية، بأنّ هذه الجريدة قد تُشكّل مساحة حقيقيّة لحرّية الرأي.. ما تكرّس اليوم يؤكّد أنّ المشكلة في لبنان ليست في السلطة وحدها، بل في كلّ من استبطن عقل السلطة وتصرّف كظلٍّ لها".

مقال رباح أُعيد نشره في صحيفة "الراي" الكويتيّة، وتضمّن هجومًا حادًّا على رئيس الجمهوريّة.

ويُعرَف عن رباح، الذي يُدرّس التاريخ في الجامعة الأميركيّة في بيروت، مواقفه المتطرّفة الخارجة عن السياق الوطنيّ والسياديّ. وكان قد دافع عن منع الجامعة الأميركيّة، في نيسان 2025، نشاطًا طلّابيًّا ضمن "أسبوع فلسطين"، في تقويضٍ للخطاب النقدي في الفضاء الأكاديمي، وكتب في مقالٍ له على "نداء الوطن": "لا يمكن لمن يصرخ "الموت لأميركا" أن يتعلّم في جامعة تتلقّى تمويلًا أميركيًّا، ويطلب من إدارتها حماية نشاطاتٍ يرفضها الضمير الأكاديمي".

يتجلّى تطرّف "رباح" في مقابلاته ومنشوراته:

في مقابلةٍ نشرها على حسابه في منصّة X مع "صوت بيروت إنترناشيونال"، في 11 تشرين الأوّل 2025، اتّهم مكرم رباح رئيس الجمهوريّة جوزف عون بـ"الخداع"، واصفًا ما يقوم به مع الوزراء المقرّبين منه داخل الحكومة بـ"المسرحيّة". وقد طالت هذه الأوصاف أيضًا قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في حديث رباح عن خطّة الجيش اللبناني في ملفّ حصرية السلاح.

وفي منشورٍ له على منصّة X بتاريخ 5 آب 2024، علّق مكرم رباح على عمليّة اغتيالٍ إسرائيليّة في ميفدون، مُستهزِئًا: "ضربة ميفدون على ما يبدو قبعت يلّي بدّو يقبع الناس... Hold my beer."

استخدم مكرم رباح لغةً غير أخلاقيّة على حسابه في منصّة X، في 9 تشرين الأوّل 2025، واصفًا عددًا من الصحفيّين والناشطين، ومن بينهم المدير العام السابق للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم، في منشورٍ كتب فيه: "صدق المثل على جماعة محور الكابتاغون: الغشيم خيّ ابن الحرام."

في 27 تمّوز 2024، تبنّى "رباح" خطاب العدوّ الإسرائيلي بتحميل مسؤوليّة سقوط صاروخ في مجدل شمس للمقاومة، حيث نشر في حسابه: "سلاح الغدر يطال مجدل شمس... صواريخكم ما بتصيب إلّا دماء العرب الأبرياء.."

باختصار، خطاب رباح هو خطاب الكراهيّة والتنمّر وتلفيق الأكاذيب وبثّ الفتنة والدعاية لاعتداءات العدوّ. مع العلم أنّه حين أوقف الأمن العام اللبناني رباح للتحقيق بتاريخ 17 آذار 2024، سارعت شخصيّات في معهد واشنطن الصهيوني بالمطالبة بالإفراج عنه بلغةٍ تهديديّة.

منشورات ذات صلة