بيروت خالد علوان: "الحساب علينا".. من 1982 وحيث يتكرر المشهد
عشرين عامًا فقط، كان عمر خالد علوان حين قرر أن ينفض غبار ذل الاحتلال عن بيروت، بالرصاص لا بالبيانات. ببساطة، كان يعرف جيّدًا كيف يُستضاف المحتلون.
اقترب خالد مع رفيقيه في 24 أيلول 1982، من الاسرائيليين الثلاث في مقهى الويمبي في الحمراء ببيروت. الضابط وجنديّاه في وضعية استقواء على النادل: لن ندفع إلا بالشيكل!
كان ذلك ما عرف بالعصر الإسرائيلي.
لكن، لدى خالد الجواب: "ولو حساب الشباب علينا".
جزء من الدقيقة تحوّل بعدها المشهد، من محتل يعربد في قلب العاصمة بحريّة تامّة، إلى 4 إسرائيليين قتلى على رصيف المقهى. الإصابات في الصدر والوجه، ومن مسافة أقل من المتر الواحد. بيروت ليست نزهة إذًا!
يقول خالد: "شاهدت ثلاثة جنود إسرائيليين يشربون القهوة على رصيف المقهى، ونفّذنا العملية عليهم، وكما ذكرت كانوا ثلاثة ولم أعرف من أين أتى الرابع، ربّما من حمامات المقهى أو كان مارًا، فأطلقت النار عليه وهربت".
لم تكن تلك العملية الوحيدة لخالد علوان ابن الحزب القومي الاجتماعي، فقد شارك في العديد من العمليات أمام مدرسة "ماريوسف" في منطقة زقاق البلاط، وفوق جسر "حوض الولاية"، وأمام منزل الرئيس صائب سلام، وفي منطقة كورنيش المزرعة أمام مكتب منظمة التحرير الفلسطينية. وسبق له أن جرح خلال تسلّقه سارية وإنزاله "العلم الإسرائيلي" ورفع علم الحزب القومي.
بيروت، التي واجهت الاحتلال في أوجه، لا تزال حتى اليوم عاصمة للثورة والحرية، ترفض الخضوع للمحتل أو لمشروعه. وما خالد علوان إلا واحد من أبنائها الذين أعلنوا أن الحرية لا تصان إلا بالرصاص.