عشاء 25 آب.. لماذا صمت "التغييريون"؟

فوجئ مراقبون بسياسة الصمت المطبق التي انتهجها نواب من فريق سلطة الوصاية وبعض الجماعات التي تنتحل صفة "التغييرية"، حيال الاجتماع الذي عُقد برعاية المصرفي أنطون صحناوي، وضمّ حاكم مصرف لبنان كريم سعيد ونواباً وسياسيين وإعلاميين، إضافة إلى مسؤولين أميركيين (25 آب 2025). ورغم انقضاء أكثر من شهر على الحدث، إلا أن النواب والجماعات التي تزعم حمل برامج "تغييرية"، لا تزال تلتزم الصمت على هذه العلاقة غير الطبيعية بين حاكم مصرف لبنان، وصاحب مصرف مُتَّهم مع زملائه بالتسبب بانهيار القطاع المصرفي. 

منبع الاستغراب هو أنّ حرباً شاملة اندلعت في السنوات الأخيرة بين "كلُّنا إرادة" والنائبة "بولا يعقوبيان" وبعض النواب "التغييريين" ووسائل إعلامية تتلقّى تمويلاً غربياً من جهة، والمصرفي "أنطون الصحناوي" من جهة أخرى. 

ووصلت هذه الحرب إلى ذروتها في الأشهر الأخيرة، عندما شنّت وسائل الإعلام التابعة للصحناوي وأخرى تتلقى تمويلاً منه، معركة إعلامية ضد "التغييرين"، نواباً وجمعيات ووسائل إعلامية. كذلك لم يترك خصوم الصحناوي مناسبة إلا واستغلوها لانتقاده، ووقفوا ضد تعيين "كريم سعيد" حاكماً لمصرف لبنان، لأسباب عدة، على رأسها أنّ الصحناوي كان أحد أبرز داعمي تسلّمه الحاكمية. 

ويوم 25 آب، جمعَ الصحناوي، في مطعم يملكه، وعبر واجهته النائب راجي السعد، عدداً من السياسيين والإعلاميين والمسؤولين الأميركيين، وحاكم مصرف لبنان.
وجود الحاكم على مأدبة المصرفيّ لم يستفزّ أحداً من الذين يزعمون معارضة الاثنين معاً. 

وردّ مراقبون هذا الصمت إلى احتمال من ثلاثة:

1- في حزيران الماضي، رعت السفيرة الأميركية في بيروت "ليزا جونسون" مصالحة بين وسائل إعلام ممولة من الصحناوي ورئيس الحكومة "نواف سلام" وعدد من منتحلي صفة "التغييريين"، فهل شملت تلك المصالحة جميع منتحلي صفة التغيير (باستثناء طبعاً النائب "الياس جرادي" والنائبة "حليمة قعقور" غير المرتبطين بالمنظومة المصرفية ولا بمنظومة الوصاية)؟

2- قرّرت مجموعة "كلُّنا إرادة" مهادنة رئيس الجمهورية العماد "جوزاف عون"، فهل انسحب قرارها هذا على حاكم مصرف لبنان "كريم سعيد"؟

3- العشاء الذي رعاه الصحناوي أقيم على شرف المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس وعضو الكونغرس ليندسي غراهام (وهما جزء من آلة إبادة الشعب الفلسطيني). وفي العشاء نفسه منحت أورتاغوس حاكم مصرف لبنان صفة "رأس حربة" المعركة التي تخوضها الولايات المتحدة الأميركية. فهل أنَّ وجود مسؤولين أميركيين في العشاء يمنع منتحلي صفة التغييريين من رفع الصوت في وجه العلاقة المخالفة لأبسط أصول العمل المالي والقائمة بين حاكم مصرف لبنان وصاحب مصرف، كما بين الحاكم وسلطة الوصاية الأميركية؟

منشورات ذات صلة