السيادة هي: أن أقول لك أيها "الحيوان" وأن تصمت
بعد الإهانة التي وجهها الموفد الأمريكي توم براك للصحافيين في قصر بعبدا بتاريخ 26 آب 2025 وتهديدهم بالرحيل إذا تصرفوا بطريقة "حيوانية" إضافة لوصفهم بعدم التحضّر، وأمام البيان الرئاسي الخجول الذي اعتبر أنّ الكلام صدر "عفوًا" عن الضيف دون أن تسمّيه، عبّر عدد من الإعلاميّين اللّبنانيّين عن غضبهم وانزعاجهم من كلام برّاك ومن البيان الرئاسي. فيما يلي أبرز هذه التّعليقات:
- الإعلامي محمد غملوش: "حتى الحيوانات تبدي ببعض أنواعها مشاهد حضارية أكثر من أميركا وربيبها في الاستعمار "إسرائيل"".
- الصحفية ميسم رزق: "بصراحة، الإعلام المنشغل بتسريحة بلهاء الولايات المتحدة، ملكة جمال البرتقال بينما يُقتل شعبه وتُدمّر قراه وتُحتلّ مناطقه، يستحقّ أن يوصف بـالحيونة.. صحتين".
- الإعلامية مريم البسام: "صدر "عفوًا"!!!
وعفوًا منكم لكن على الأقل فلنكن على مستوى نقابة محرّري الصحافة اللبنانية التي توجّهت إلى براك شخصيًا، وإلى مسؤولي الدّيبلوماسية الأميركية عمومًا، ودعت إلى تصحيح ما بدر عنه من خلال إصدار بيان اعتذار علني من الجسم الإعلامي..."
- الإعلامية نانسي السبع: "هوي السؤال اللي مفروض ينطرح عالسيد الاميركي:
من المسؤول عن الفوضى اللي زعجته في المنطقة؟
من يقصف المستشفيات ويقتل الأطفال وهم في طوابير الجوع؟ أم من يحتل سوريا ولبنان ويهجر الأهالي ليبني المصانع؟
ولا هيدي الفوضى ديمقراطية و"cool"!"
- الصحافي حسن عليق: "توم براك ليس سوى عبد من "عبيد المنزل" الذين يتوهمون في لحظات محددة انهم أسياد. المشكلة الكبرى أن "عبيد الحقل"، عندنا، يتعاملون معه بصفته سيدهم".
- الإعلامي غدي بو موسى: "مش قادر أهضم فكرة إنه براك وصف سلوك زملائي بالحيواني، على علمي جايي تكون "حلّال مشاكل" مش تعلمنا نكون حضاريين. اللبناني مثال باللباقة والأناقة والرقي. أما الفوضى اللي بتصير، نحنا أدرى فيها ومنحلها بيناتنا مش عاجبك ما حدا جابرك، اعتذر لأن الرجوع عن الخطأ من شيم المتحضّرين".
- الصحافي رضوان مرتضى: "المندوب السامي الأمريكي الوقح".
- الإعلامي أحمد عباس ياسين: "إذا ع الهوا قلكم حيوانات بالغرف المغلقة شو بقلكم؟"
- الإعلامي آدم شمس الدين: "لسان حال بعض المعترضين على إهانة براك قول يا شباب انتو كلاب بس قول يا شباب".
كما كان لافتًا الموقف الذي عبّرت عنه الإعلامية والوزيرة السابقة مي شدياق وطالبت فيه براك بالاعتذار عن كلامه "غير اللائق وغير المهذب"، متوجهة بالحديث له "تعبان ومش قادر تحمل الضغط، ما تاخد أسئلة ببعبدا!"
كذلك استهجنت الإعلامية والنائبة بولا يعقوبيان ما صدر عن براك واعتبرت أنه "ذهنية الاستعلاء والتعاطي المتعجرف مع هذا البلد وصحافته، وهي سقوط مدو أخلاقيًا ودبلوماسيًا قبل أن تكون إساءة للصحافة اللبنانية..."
وأكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب غياث يزبك أن "ما قاله توم براك للصحافيين، ومن قصر بعبدا، مرفوض، ويتعين عليه الاعتذار. وعلى الصحافة، إن لم يحصل ذلك، أن تتوقّف عن تغطية ما تبقى من نشاطه وكل نشاط مقبل له، فالبكاء من دون موقف يشجّع المرتكب على المزيد".
وأصدر وزير الإعلام بول مرقص بيانًا أسف فيه لـ"تصريح أحد الموفدين الأجانب تجاه مندوبي وسائل الإعلام في القصر الجمهوري"، مؤكّدًا أن "الإعلام اللبناني والزميلات والزملاء الإعلاميين يقومون برسالة نبيلة في نقل الخبر والحقيقة، رغم كلّ الصعوبات والتحدّيات، ضمن إطار من المهنية والالتزام".
وعلى عكس البيان الرسمي الخجول، سارعت نقابة محرّري الصحافة اللبنانية إلى إصدار بيان استهجنت فيه ما قاله براك وطالبته بالاعتذار للجسم الإعلامي، وإلا ستدعو إلى مقاطعة زياراته واجتماعاته "كخطوة أولى على طريق إفهام من يلزم أنّ كرامة الصحافة والصحافيين ليست رخيصة ولا يمكن لأي موفد، مهما علت درجته، أن يتجاوزها".
في مقابل هذه المواقف، لم تكتفِ بعض الشخصيات العامّة بالإهانة الأمريكية التي وُجهت لها، بل استمرّت في إهانة نفسها من خلال تبرير ما قاله براك. فاعتبر بيتر جرمانوس أن براك لم يكن يقصد قول كلمة "Animalistic" وإنما "Anomalistic" وهي لا تعني "أمرًا فوضويًا" كما ادّعى جرمانوس. ووافقه في هذا التحليل عدة أشخاص متجاهلين عمدًا كل الإهانات الباقية التي قالها براك، والتي نشرتها بشكل حرفي كبريات وسائل الإعلام الأمريكية ك CNN والواشنطن بوست.