أسئلة وشبهات حول واقعة زبقين

الاستثمار السياسي في لبنان هو اللغة الأولى المسيطرة على الإعلام، فكيف إذا كان إعلامًا ممولًا ومدارًا بشكل مباشر من المبعوث السعودي يزيد بن فرحان، الذي يوجهه باستغلال كل حادثة، ولو ارتبطت بالطقس، لإيجاد ارتباط بينها وبين سلاح المقاومة، بغية التصويب عليه؟
ووفقًا لتعليمات المشغّل السعودي، عنونت صحيفة "نداء الوطن" في عددها الصادر يوم 11 آب 2025: "شهداء كمين حزب الله"، في سعي من أعلام الوصاية لتبرئة ساحة "إسرائيل"، مسبقًا، وقبل صدور نتائج تحقيقات الجيش اللبناني، وإلصاق التهمة بحزب الله، ضمن مشروع إقليمي دولي، يستهدف وحدة لبنان وقوّته. 

بعيدًا عن الاستثمار السياسي بدماء عناصر الجيش اللبناني، ماذا في الحقائق المثبتة حول حادثة زبقين؟

قدّم الصحافي رضوان مرتضى عبر "المحطة" جملة من المعطيات الهامة: 

  • سبق أن وقعت حادثتان مماثلتان مع الجيش اللبناني، إحداهما في 20 نيسان 2025 حين انفجرت ذخائر خلال نقلها داخل آلية عسكرية في بريقع قضاء النبطية جنوب لبنان، حيث ارتقى 3 عسكريين بينهم ضابط.
  •  بعد وقف إطلاق النار، وقع انفجار مماثل داخل منشأة لحزب الله في منطقة الناقورة، ما أدى الى ارتقاء 3 عناصر من المقاومة، حيث تبيّن أن المنشاة كانت مفخخة من قبل العدو الإسرائيلي. وقد أبلغ حزب الله في حينه الجيش اللبناني بوجود منشآت تم تفخيخها من قبل جيش العدو الإسرائيلي. 
  • ترجيح أن يكون أحد صناديق الذخيرة مفخخًا. وبحسب مصادر مرتضى العسكرية، كان الجيش قد أخرج أكثر من 50 صندوق ذخيرة عندما وقع الانفجار.  
  • المنشأة العسكرية في زبقين كشفت عليها القوة الفرنسية في اليونيفيل، وهي التي أبلغت الجيش اللبناني عنها. 
  • موقع الجيش الفرنسي نشر نهار الخميس 7 آب (تزامنًا مع جلسة الحكومة التي أقرّت فيها الصفحة الأولى من ورقة الإملاءات الأميركية) على حسابه الالكتروني صورًا لمنشآت في سياق عمل الوحدة الفرنسية جنوب الليطاني، وفي إطار خبر عن اكتشاف سلسلة أنفاق في المنطقة. ويُقال إن واحدة من هذه الصور كانت من داخل تلك المنشأة، أي أن اليونيفيل دخلت المنشأة من دون حضور الجيش اللبناني. 
  • * المنشأة تقع في جنوب نهر الليطاني، وهي المنطقة التي انسحب منها حزب الله بدءًا من 27 تشرين الثاني 2024 وفق شروط وقف اطلاق النار. 
  • يؤكد شهود عيان من أهل المنطقة أن جيش العدو دخل إلى المنشأة، وهو خلال مرحلة الشهرين التي تلت وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، دخل إلى منطقة شمع وطيرحرفا والمحيط، فما المانع من أن يكون الإسرائيلي هو الذي فخخ هذه المنشأة كما فعل بتفخيخ غيرها؟ 
  •  إذا كان حزب الله قد فخخها خوفًا من سيناريو دخول الإسرائيلي إليها، فسيضع "التشريكة" عند المدخل لتفجّر المنشأة، وليس في صندوق ذخيرة محدد. 


مصادر "بيروت ريفيو" تقدّم معلومات وتطرح جملة من الأسئلة:

  • المنشأة العسكرية في زبقين لم تكن منشأة رماية باتجاه العمق الإسرائيلي بل كانت مخصصة لمرحلة الإسناد من الحافة الأمامية.
  • إن أساس فرضية أن الإسرائيلي يتّبع منهجية الدخول إلى منشآت للمقاومة وتفخيخها هو أساس موجود وله سوابق وليس جديدًا. بل هناك من يذهب بعيدًا، الى حد القول إن الإسرائيلي قد دخل فعلًا إلى منشأة للمقاومة قبل الحرب الأخيرة، وقد توجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في 16 شباط 2022 إلى الإسرائيليين بالقول: "نحن ‏بانتظارك على أمل انصارية 2 إن شاء الله".‏
  • عند نزول الجيش الإسرائيلي الى أي منشأة، بعد التفكيك يكون التفخيخ، وهذه الشواهد في غزة ماثلة، حيث فجّر كل المنشآت التي دخلها.
  • من حدد للجيش اللبناني عديد القوة التي ستدخل إلى المنشاة وتنقل أعدادًا كبيرة من صناديق الذخيرة وبأي وسيلة؟ وهل يمكن طرح علامات استفهام حول تحديد هوية طائفية واحدة للعناصر المكلّفين بهذا النوع من المهمّات والذين يتم نقلهم من مهمة الى أخرى دون استبدالهم؟ هل كانت قيادة هؤلاء العناصر على علم بخطورة هذه العملية؟ لماذا لم ترافق القوّة أي سيارات إسعاف عسكري؟ لماذا لم يمتلك عناصر الجيش حتى وسائل إضاءة؟ هل تم تأمين القوّة من طيران التجسس المسلّح الإسرائيلي؟