كيف نجا جنوب لبنان بعد التحرير من مصير السويداء؟
في خضمّ التعليقات على الحدث السوري والجرائم الأخيرة في منطقة السويداء وما تبعها من تداعيات، لفت تعليق للباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي" نهلة الشهال، استحضرت خلاله تجربة بعض القرى إبّان تحرير جنوب لبنان في 25 أيار 2025.
وجاء في منشورها على صفحتها على "فيسبوك" (19 تموز 2025):
"الجنون التام يلف ما يبدو انه نسبة لا بأس بها من السوريين! قال غزو للسويداء، وقال مقاطعة، وقال اقطعوا عنهم الكهرباء والتحويلات المصرفية. شو هالحماس المشبوه؟ تعاقبون الناس تحت ادعاء ان هناك شيخ (بلا عقل) خائن ويتعامل مع اسرائيل؟ هل انتم محموقون لتعامله هذا وخيانته ام لشغفكم بالدم والقتل ولنوازعكم الطائفية. تباً لكم. تؤسسون لثارات لا يعلم إلا الله متى تنتهي! ألم يكف سوريا حكم ال الاسد المجرم والحرب الاهلية التي اغرقتها في دماء ابنائها؟".
وردا على بعض التعليقات:
أنا لا اطهر أحداً وبخاصة الخونة وعملاء اسرائيل. ولكني عشتُ تجربة سعد حداد في جنوب لبنان ومن بعده أنطوان لحد، وكلاهما كانا عميلين لاسرائيل واسسا ميليشيات مسلحة وقوية، وفرضا الامر الواقع على الناس، وكان من بين معاونيهما الكثر شيعة وسنّة، حسب سكان تلك المنطقة الحدودية مع العدو الاسرائيلي. وحين انسحبت اسرائيل على عجل في عام 2000 من جنوب لبنان، وتحرر معتقل الخيام الشهير، نزح الى اسرائيل العملاء كلهم (وهناك ذاقوا ما يستحقون، اي الاذلال والاحتقار من مشغلهم السابق، الذي اعتبرهم عبئا عليه)، ولكن المهم أن لا أحد أكل ضربة كف ممن كانوا يعيشون تحت امرة هذين الضابطين المتنفذين والعميلين لاسرائيل. من تعاون بحد قليل وبلا اذى على الناس، اعترف علنا واعفي عنه، ومن كان مغلوبا على امره تُرك وشأنه. لم يجرَّم مسيحيو تلك المنطقة، وهم كانوا الاغلبية الساحقة من ابنائها، ولم يُذلّوا ولم تُستباح نساؤهم ولم تحتل بيوتهم, (مع العلم ان في لبنان "تقاليد عريقة" من المذابح الطائفية، ومن كل أنواع الحقارة التي نراها اليوم في سوريا، وهي ما زالت مختبئة تحت الرماد في لبنان!!!), وقد حصل هذا السلوك المطلوب والسلمي بفضل وعي من حزب الله الذي كان وقتها مهيمنا هناك، ومن الحزب الشيوعي ايضا وتشكيلات يسارية صغيرة، جميعها اتفقت على تلك الحدود".