الجولاني يطلب طرابلس والبقاع مقابل التخلي عن الجولان السوري لـ "إسرائيل"!

مخطط جديد "إسرائيلي - سوري" برعاية أميركية، يتم التحضير له لاقتطاع أراضٍ من لبنان وضمّها إلى سوريا. ففي سبيل تحقيق ما يسمى "التسوية السياسية" بين الكيان الإسرائيلي وسوريا، تعمد الإدارة الأميركية إلى تقديم جزء من الأراضي اللبنانية إلى حكم أبو محمد الجولاني. كيف؟

سيناريوهان يوضحان ملامح المشروع:
السيناريو الأول وفق ما نقلت قناة "i24NEWS" الإسرائيلية عن مصدر قريب من أحمد الشرع   (لم يتم نفيه حتى ساعة كتابة هذا التقرير)، تحتفظ من خلاله "إسرائيل" بمناطق استراتيجية في مرتفعات الجولان تعادل ثلث أراضيها، وتسلم ثلثًا لسوريا، وتستأجر الثلث الآخر من سوريا لمدة 25 عاماً.

أما السيناريو الثاني، فتحتفظ "إسرائيل" من خلاله بثلثي هضبة الجولان، وتُسلم الثلث المتبقي إلى سوريا، مع إمكانية تأجيره. تضيف القناة: "وفقًا لهذا السيناريو، سيتم تسليم مدينة طرابلس اللبنانية، القريبة من الحدود اللبنانية-السورية، وربما مناطق لبنانية أخرى في شمال لبنان وسهل البقاع، إلى سوريا".

العبث بخريطة لبنان
- يشير ما سبق، خصوصًا مع عدم النفي السوري، إلى تهديد سوري - إسرائيلي باقتطاع أجزاء من لبنان وضمّها إلى سوريا. وهو ينبئ بنوايا مبيّتة من الطرفين للعبث بخريطة لبنان واقتطاع أجزاء منه.

- وتشكل هذه الأنباء، ورقة ضغوط إضافية على لبنان في إطار الضغوط الأميركية الإسرائيلية الجارية عليه حاليًا، للتخلي عن آخر عناصر قوّة لبنان وسلاحه.

جدّية المخاطر السياديّة
قد يعتبر البعض أن سيناريو كهذا، غير قابل للتحقق حاليًا، لكن من المفيد الإشارة، إلى أن المنطقة في إطار مرحلة تغيير الخرائط وإعادة رسمها. فمنذ منذ 4 سنوات، في 25 آذار 2019،  تم الاعتراف أميركيًا بـ"السيادة" الإسرائيلية المزعومة على كلّ من الجولان والقدس، واليوم هناك بحث جدّي بضم الضفة الغربيّة رسميًا إلى الكيان، مع اعتراف أميركي بـ"سيادة" العدو عليها، فضلًا عن احتلال أراضٍ سورية جديدة بشكل متقطّع، من قبل "إسرائيل" في الجنوب السوري، منذ تولي المجموعات المسلّحة في سوريا الحكم فيها في كانون الأوّل 2024.

أي استراتيجية وطنية للمواجهة والدفاع؟

هذه الوقائع، تفرض على لبنان مستوى متقدّم من مواجهة المخاطر الجديدة، مختلف عن الطريقة التي تعتمدها حكومة نواف سلام ووزير خارجيّته يوسف رجي في منع الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024. فمشروع اقتطاع جزء من الأراضي اللبنانية لصالح سوريا كجزء من ثمن "السلام" (السوري - الإسرائيلي) سيكون برضا وضوء أخضر ومشاركة أميركية، وبالتالي، فإن استراتيجية البكاء للأميركيين لن تكون مجدية خلال ورشة صناعة الخريطة المقبلة للمنطقة.

منشورات ذات صلة