الدولة تتخلى عن حراسة الحدود بعد تطبيق القرار ١٧٠١ جنوب الليطاني
تسعُ مرّات، على الأقل، توغّلت قوات مشاة إسرائيلية معادية إلى داخل الأراضي اللبنانية جنوب لبنان من الأوّل من حزيران 2025 وحتى 27 حزيران من الشهر نفسه. هذه التوغّلات التي تشكّل خروقًا فاضحة لقرار وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، يمارس من خلالها العدو حربًا من نوع آخر على الجنوبيين.
خرقٌ للسيادة وتثبيت واقع ميداني جديد
التجاوزات البريّة للعدو داخل الأراضي اللبنانية جنوب لبنان - طبعًا باستثناء تلك الأراضي التي ما تزال محتلّة أصلًا ولم ينفّذ العدو التزامه أمام اللجنة الخماسية بالخروج منها مع اكتمال مراحل اتفاق وقف اطلاق النار - شملت عناوين وأهداف مختلفة، بين تجريف وهدم وإحراق منازل واختطاف رعاة وسرقة معدّات للجيش اللبناني، جميعها تمسّ بأمن المواطنين وحريّة حركتهم، وتمثّل اعتداءات جسيمة على سيادة لبنان، وكرامة جيشه:
- 7 حزيران: قوة إسرائيلية اختطفت أحد رعاة الماشية من منطقة "عين الخوخ" خراج بلدة شبعا. واجتياز الخط الأزرق في منطقة "كروم المراح" في ميس الجبل ومسح داخل الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود.
- 10 حزيران: تجاوز الخط الأزرق في منطقة "كروم المراح" شرق ميس الجبل وتجريف داخل الأراضي اللبنانية.
- 11 حزيران: تجاوز الخط الأزرق في منطقة "بئر شعيب" شرق بلدة بليدا وأعمال تجريف. وتوغل نحو المنازل المدمرة في الحي الشرقي لبلدة كفركلا.
- 17 حزيران: توغل إلى شرق بلدة كفرشوبا واختطاف الراعي محمد قاسم غانم (75 عامًا).
- 20 حزيران: توغل لمسافة تزيد عن 1000 متر بعيدًا عن الموقع العسكري المستحدث داخل الأراضي اللبنانية على طريق حولا - مركبا و أكثر من 2000 م بعيدًا عن الحدود. وتفجير منزلين في بلدتي حولا وميس الجبل وسرقة إحدى الحفارات للجيش اللبناني ونقلها الى داخل الأراضي المحتلة.
- 23 حزيران: توغل إلى منطقة الحدب و إقامة خندق وساتر ترابي داخل الأراضي اللبنانية.
- 26 حزيران: تسلل داخل بلدة حولا، على بعد 1600 م من الخط الأزرق وموقع العباد الإسرائيلي، وتفجير أحد المنازل بعد تفخيخه. وتعليق لافتة تحريضية على حائط منزل آخر يعود للشهيد أحمد غازي.
تساؤلات حول غياب الدولة
وسط هذه الاعتداءات المتكررة، يسأل الجنوبيون: أين الدولة؟ ويستذكرون الوعود
- خطاب قسم رئيس الجمهورية جوزاف عون في 9 كانون الثاني 2025: "تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح. دولة تستثمر في جيشها ليضبط الحدود ويساهم في تثبيتها جنوباً .. ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، جيش لديه عقيدة قتالية دفاعية يحمي الشعب ويخوض الحروب وفقاً لأحكام الدستور".
- البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام في 25 شباط 2025: "نمثل أمامكم حكومة مُتضامنة، ومُلتزمة الدّفاع عن سيادة لبنان ووحدة أرضه وشعبه... الدولة التي نريد هي التي تلتزم بالكامل مسؤوليّة أمن البلاد، والدفاع عن حدودها وثغورها، دولة تردع المُعتدي، تحمي مواطنيها وتُحصّن الاستقلال".
ماذا عن دور الجيش اللبناني؟
وفق قانون الدفاع الوطني (المرسوم الاشتراعي رقم 102 تاريخ 16/9/1983 وتعديلاته)، من أولى واجبات الجيش الدفاع عن حدود الوطن ضدّ أيّ اعتداء خارجي. ومن أبرز الأعمال والنشاطات التي ينفذها الجيش في إطار مهمته الدفاعية: الجهوزية الدائمة لمواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي الفوري لاعتداءاته وخروقاته بمختلف الوسائل المتوافرة، والحفاظ على استقرار المناطق الحدوديّة الجنوبية ودعم صمود المواطنين في بلداتهم وقراهم.
إذا كانت كل الوعود والخطابات، والمراسيم القانونية، تنص على أن الدولة الراعية لأمن أبنائها، تتولى الدفاع عن الجنوب وحمايته، فلماذا يترك الجنوبيون اليوم أمام واقع الاحتلال، والتوغلات، وحرق المنازل وتدميرها، والقتل المستمر؟ كل ذلك يجري بعد إعلان الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وقوات اليونيفيل أن حزب الله التزم باتفاق وقف إطلاق النار وأنه التزم بموجباته جنوب نهر الليطاني.