من طهران؛ صرخة إلى بيروت!
ألقى العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران بثقله على حركة السفر والطيران في المنطقة. شهدت دول المنطقة شللًا شبه كامل في حركة الطيران. ومع احتدام المواجهة، برز الحديث عن أحوال اللبنانيين العالقين في إيران. فكيف كانت أوضاعهم؟ وما هو موقف الدولة اللبنانية تجاههم؟
تواصل فريق بيروت ريفيو مع عدد من المواطنين الذين اختبروا تلك التجربة إلى حين العودة الشاقة من الأراضي الإيرانية إلى العراق.
فاطمة شحرور، طالبة طب في جامعة Arak، الحاجة أم جواد زريق، زائرة دينية، أبو علي مهدي وزوجته، كانا أيضًا في زيارة دينية.
ثلاث روايات، ومشقة واحدة، تحت عنوان: "العودة إلى الوطن"!
المشهد الأمني بدا متفاوتًا؛
لم يسمع أبو علي وزوجته، أو الحاجة أم جواد دوي انفجارات، لتواجدهم في مدينة "مشهد" الآمنة نسبيًا، باستثناء يوم واحد حين استُهدفت أطراف المدينة؛ أما فاطمة، فكانت قريبة من الأحداث، إذ شهدت مشاهد الانفجارات في Arak، المحافظة ذات الثقل النووي والعسكري.
الكل أجمع على مطلب واحد: العودة!
لكن رغم تعبير بعض المسؤولين اللبنانيين عن "القلق" وتصريحهم عن الرعايا في ايران، يقول الثلاثة بصوت واحد:
"ما حدا تعنّى وسأل عنا... ولا حتى رسالة WhatsApp."!
يضاف إلى ذلك صعوبة التواصل مع الأهل في لبنان بسبب ضعف الشبكة وانقطاعها أحيانًا!
في المقابل، اختلفت الآراء حول الدور الإيراني؛
أبو علي لم يلمس أي تواصل أو دعم رسمي. أما الحاجة أم جواد، فقالت إن السلطات الإيرانية "ساعدت الغريب قبل القريب"، مؤكدة وجود تنسيق فعلي مع الطلاب اللبنانيين. بدورها، أيّدت فاطمة هذا الكلام، مشيرة إلى تنسيق أمني واضح بين الجامعة التي تدرس فيها والجهات المختصة!
الطريق نحو العراق شكّل البداية الفعلية للمأساة! عانى المغادرون من ارتفاع أسعار بطاقات القطار والازدحام.
لم تشكل الحدود الإيرانية – العراقية عائقًا، بل ساعدت السلطات العراقية اللبنانيين العابرين عند الحدود ويد العون كانت ممدودة.
وصل الجميع إلى النجف، وهناك استراحوا ليلة قبل التوجه إلى مطار البصرة، حيث تكشّفت فصول جديدة من المشقة.
أبو علي كان محظوظًا بحجز مسبق ساعده على العودة سريعًا؛ يقول:
"شاهدت عشرات، بل مئات اللبنانيين ينامون في مطار البصرة منتظرين الحصول على تذكرة؛ اللبناني وين ما كان بيستغلوه!"
أما الحاجة أم جواد وفاطمة، فحتى لحظة كتابة هذا التقرير، ما زالتا عالقتين في مطار البصرة، بانتظار أقرب رحلة في السادس والعشرين من الشهر الجاري، على أمل أن تتحقق أمنيتهم قبل هذا الموعد لعودتهم الى ديارهم واهلهم!
وراء هذه الروايات الثلاث، مئات أخرى؛ ومع كل قصة، يتكرّر السؤال:
"وينيه الدولة؟!"