محمّد الذي رسم "طريق النحل" في حولا
عند "قفير النحل"، في حولا هذه المرّة. "خط السما الزرقا" تلبّد بالدخان وبعض الدماء.
محمد نصر الله، استهدفته مسيّرة للعدو الإسرائيلي في حولا جنوب لبنان، بعد ظهر 16 حزيران 2025، في اعتداء إسرائيلي جديد على لبنان، وخرق مستمر وموثّق لاتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024. وأظهرت الصور الواردة بعد الاعتداء، احتراق درّاجة محمّد على جانب الطريق.
"بحب المجال الزراعي وحبيت اتخصص بالزراعة، وتطوّرت لوصلت للمدرسة الزراعية وتخصّصت بمجال النحل، صرت اقدر دير منحلة"، يقول محمد مرتديًا الزي الخاص بالمنحلة، خلال ظهوره في فيديو للمدارس الفنية الزراعية في تشرين الثاني 2020. فكيف كانت البداية؟
بداية تعارفه مع النحل كانت عام 2010، بحسب صحيفة "الأيام" البحرينية التي كانت قد أجرت معه مقابلة عام 2022 عنونتها بـ "لبناني ينتج طن من العسل سنويًا بدافع حبه للنحل". يقول محمد الذي يمتلك منحلًا خاصًا، إن تربية النحل هوايته: "النحل غرامي.. أبدا مش موضوع بس شغل".
وسط الصخب العسكري الإقليمي المندلع، اختارت "اسرائيل" قتل محمد، صديق النحل، في ظل صمت لبناني عن إدانة الجريمة، وتعتيم إعلامي عن الحديث عنه. ربّما لم يرحل محمد في توقيت اقليمي "مناسب" لتسليط الضوء على قضيته، ربّما، يرحل كثيرٌ من الجنوبيين وسط هذا الصمت بين يومٍ وآخر..
لذلك، قد يكون النحل أكثر من سيفتقد محمد بعد عائلته وأصدقائه. يقينًا، سيفتقده النحل أكثر مما تفقّدته دولته التي لم تكلّف نفسها عناء الإدانة أو الشكوى، ليكمل عنه القصيدة التي غنتها فيروز:
طريق النحل الطاير.. فوق الضَوّ المكسور
بيصير يرسُم دَوَايِر.. يكتب على الهَوَا سْطور
ضل تْذَكَّرني وتْذَكَّر طريق النحل