"المصادر الأميريكية" بدون حِرَفيّة وقيم.. لا تصنع صحافية بل دُمية
١- واقعة الضاحية: التسرّع على حساب المهنـية
يوم 29 نيسان 2025، نشرت ديب مقالًا في "أساس ميديا" تحت عنوان: "الضاحية: 'الحـ.ـزب' رفض دخول الجيش.. ولبنان تبلّغ"، ادّعت فيه أن "حـ.ـزب الله" منع الجيش من تفتيش مستودع في الضاحية الجنوبية، ما أدى لاحقًا إلى استهدافه من قبل الطيران الإسرائيلي. بعد أقل من 24 ساعة، نفى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون هذه "الخبرية" في حديث لقناة "سكاي نيوز عربية" (30 نيسان 2025)، قائلًا:
"المعلومة عن أن حـ.ـزب الله رفض دخول الجيش لتفتيش أحد المواقع في الضاحية غير صحيحة".
هذا التصريح الرسمي أطاح بصدقية التقرير، كاشفًا مجددًا خللًا جوهريًا في المنهجية التحريرية المتّبعة، إذ يتم تقديم معلومات حسّاسة من دون استناد واضح إلى مصادر موثوقة أو توثيق مهني سليم.
٢- الحضيض
بلغت الانتكاسة المهنـ.ــية قعرًا غير مسبوق يوم 2 أيار 2025، حين كُلِّفت ديب، باستضافة "الصحافي" طوني بولس في برنامج "الحدث" على قناة "الجديد"، في حلقة معدّة مسبقًا بهـ.ـدف استفزاز مشاعر جمهور المـقـاومة عبر التصويب على ضريح الشـ.ــهـ.ـيد السـ.ـيـ.ـد حسن نـ.ـصر الله.
الحلقة تضمّنت عرض تقرير طويل مُعد مسبقًا، يمكن اختصاره بأن قناة "الجديد" تعترض على إقامة ضريح للسيد، وتشكك في ملكية أرض المقام!
لكن سيناريو الحلقة اقتضى أن تتنصّل ديب من المسؤولية عن التقرير، وادعاء أن ضيفها هو من أتى به، فقالت المذيعة للضيف قبيل عرض التقرير المصوّر:
"في فيديو هلق بدك تخبّرني عنه، أنا ما كتير اطّلعت عليه.. شو الفيديو؟ بدي تشرحلي قبل ما نعرضه"!
هذه المشهديّة الموثّقة بالصوت والصورة، زادت عليها ديب بعد انتهاء عرض التقرير قولها إن قناة "الجديد" ليست التي أعدّته ولا علاقة لها به.
هذا السلوك الذي ربما يكون غير مسبوق في تاريخ الإعلام الحديث (المحترم على الأقل)، يفتح الباب أمام تساؤلات مهنـية، أولها:
كيف يُعرض تقرير على الهواء مباشرة من دون أن تكون مقدّمة البرنامج ومُعدّته قد اطّلعت عليه؟ كيف يُصرف نفي القناة لمسؤوليتها عن التقرير، وهي التي بثّته على الهواء مباشرة لمدة تجاوزت تسع دقائق؟
٣- المشاركة في حفلة التهويل الأميركية بعودة الحر ب الإسرائيلية بحال لم يسلم الحـ.ـزب سـ.لاحه
تحولت ديب إلى مجرد صدى للجهاز الدعائي في الجهات الشرق أوسطية في الخارجية الأميركية، مع العلم أن ديب شاركت في السنوات الأخيرة في دورات صحافية عدة في الولايات المتحدة.
بالمحصلة بدل أن توظف ديب علاقاتها المهنــية وعمرها المديد في المهنة للقيام بعمل صحافي نقدي وتحليلي توظفه للدفاع عن وطنها ضد المعتـ.ـدين، فقد قررت أن تسلك الطريق الأسهل لتقليد بعض زميلاتها في قنوات أخرى فتحولت إلى صدى دعائي لمن يتيح لها الظهور الاستعراضي والسجالي.