الجنوب وأهله منسيون في "الدفاع الأعلى"

ركّز المجلس الأعلى للدفاع خلال اجتماعه برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون وحضور رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، اهتمامه على جملة من القضايا تبدأ بالانتخابات البلدية وصولًا إلى ارتدادات الأحداث السورية على لبنان، لكنه اختار أن يُدير ظهره لملف يعتبره اللبنانيون جوهر “السيادة".

ماذا تناول الاجتماع؟

الاجتماع تطرّق إلى أهمية ترسيخ الاستقرار الأمني وبسط سلطة الدولة، وضمان حسن إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، وإلى الأحداث الأمنية في سوريا، وكذلك إلى موضوع إطلاق الصـ.ـو اريخ من لبنان نحو الأراضي المحتـ.ـلة، ورفض توريط لبنان في أي نزاعات.

أمّا في الإجراءات، فتقرّر رفع توصية إلى مجلس الوزراء بتحذير حركة حمـ..ـاس من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي اعمال تمس بالامن القومي اللبناني، كما أخذ علمًا ببدء الملاحقات القضائية بحق الموقوفين في قضية إطلاق الصـ.ـو اريخ في 22 و28 آذار 2025.

ماذا تجاهل؟

تجاهل إجتماع المجلس الأعلى للدفاع بشكل لافت أكثر من ثلاثة آلاف خرقٍ إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار منذ توقيعه في 27 تشرين الثاني 2024, ما أدى إلى اسـ.ـتشها.د 150 مواطنًا لبنانيً، وهي خروقات موثّقة رسميًا من قيا دة الجيش وقوات اليونيفيل.

وبينما تعتبر من أولى مهام هذا المجلس إقرار الاجراءات اللازمة لتنفيذ السياسة الدفاعية للبلاد، لم يلحظ اجتماعه الأوّل في "العهـ.د الجديد" للرئيس عون أي قرار أو إدانة أو موقف من الخروقات المتواصلة للسيادة اللبنانية، وهي خروقات متنوّعة بين الجوية بالطيران الحر بي والمسيّر، والقصـ.ـف المد فعي والقصـ.ـف بالطا ئرات والمسيّرات وإطلاق النار بالرشاشات والتوغلات والتجريف..

كيف تستقيم مفاهيم الأمن القومي والدفاع الوطني، حين يغيب عن المجلس الأعلى للدفاع "تعليق" على الاعتـ.ـداءات الخارجية الدائمة للبلاد؟

منشورات ذات صلة