وزير دويلة القوات يلهو في الخارجية

GpIvAgHW0AAKL70.jpg 247.32 KB
مجددًا يبرز اسم وزير الخارجية "القواتيّ" يوسف رجّي كورقة بيد رئيس حزب "القوات" سمير جعجع للتخريب على عهد الرئيس جوزاف عون ومشروعه، ولتعكير مسار العمل الحكومي مستخفًّا بنواف سلام. 

بعد أيام على بلوغ التصعيد الإسرائيلي على لبنان ذروته في ٢٠ نيسان ٢٠٢٥ وتكثيف غاراته على جنوب لبنان، وعلى اتهام نائبة مبعوث الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس أحد أركان السياسة اللبنانية النائب السابق وليد جنبلاط بتعاطي المخدرات، خرج رجّي عن صمته.

ما هو "الإنجاز"؟ 

استعراضٌ خفيف يهدف إلى شحن النفوس ورفع مستوى التحريض عبر تسريب خبر إلى موقع "المركزية" ينقله ويروّج له فورًا موقع "القوات" حول نيّة الوزير استدعاء السفير الإيراني مجتبى أماني إلى الوزارة بذريعة التدخل بالشؤون اللبنانية.

وكان أماني قد كتب على منصّة “أكس” (الأحد ٢٠ نيسان) منشورًا ينتقد أطروحة نزع السلاح في المنطقة في ظل التسليح الأميركي لـ"إسرائيل" التي تمارس العدوان والاحتلال. 

لماذا تعد خطوة رجّي "فارغة المضمون"؟ 

- لم يذكر السفير الإيراني في كلّ تغريدته لبنان أو أي مكوّن فيه، بل إنه ركّز على سلاح الدول وجيوشها. ما كتبه ينطبق على إيران نفسها، كون أميركا تحاول مفاوضة إيران على برنامجها الصاروخي. ويمكن للسفير في حال استدعائه الى الوزارة دحض الادعاءات بالتدخل بالشؤون اللبنانية بسهولة بالغة ما سيشكّل إحراجًا لصورة لبنان وعلاقاته مع الخارج.

- يحرج الوزير القوّاتي كلًّا من رئيس الجمهورية  ورئيس الحكومة بهذه الخطوة، إذ يسعى إلى إظهارهما بصورة الرئيسين الضعيفين، فيتصرّف رجّي منفردًا من خارج أي توافق وطني أو غطاء حكومي.

- يلقي هذا النوع من الاستعراضات الضوء على فقدان الوزير للمعايير الدبلوماسية في العمل، وانكفائه عن القيام بالكثير من واجباته إزاء الاعتداءات الإسرائيليّة المتكرّرة على لبنان، وحيال إهانات أورتاغوس المتكررة لأحزاب لبنانية، وليس آخرًا، تجاه التدخل السعودي العلني في الانتخابات البلدية في بيروت. كما يذكّر بـ"السقطة" الدبلوماسيّة لرجّي حين ذهابه للقاء أورتاغوس على مأدبة العشاء في مسكن السفيرة الأميركية في عوكر في ٥ نيسان ٢٠٢٥، من دون اكتراث للأصول التي تقتضي لقاءهما في مقر الخارجية اللبنانية. 

الخطوة الاستعراضية الفارغة لا ترتجي أي فائدة للبنان، بل تساهم في التعمية على تدخلات دول الوصاية التي تنتهك السيادة اللبنانية وتتدخل في التفاصيل الصغيرة والكبيرة. وهو نهج استعراضي "قوّاتي" يذكّر بغزوة مكاتب الخارجية في ٢٧ آذار ٢٠٢٥، موجّهًا الإهانات إلى الموظفين ومؤكّدًا أنه "تيس"! 

في ظل هذه الأجواء، يعود الكلام عن إمكان حصول تغيير حكومي يطال وزير الخارجية. فـ"القوات" وسلام اختارا شخصية هزيلة في لحظة أحوج ما يكون فيها لبنان إلى قامة دبلوماسية مستقلة ومحترفة.

@YoussefRaggi

 

#بيروت_ريفيو

منشورات ذات صلة