أميركا تغدر ببرنامج الدعم الطلابي

شهادات من الداخل والنقد ممنوع

GpHiUvvXoAAEXjH.jpg 182.01 KB
أميركا تنهي برامج دعم طلابي في لبنان.. شهادات المتضررين: ضياع المستقبل وهدر حقوق وممنوع النقد

LAU وAUB أزمة طلاب

في 25 كانون الثاني 2025، وبعد أيام قليلة من بدء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقّع الأخير قرارًا يقضي بوقف جميع المساعدات الخارجية للدول المستفيدة من تمويل USAID، بما في ذلك برنامج المنح الدراسية. على إثر ذلك، عقدت إدارة الجامعة الأميركية اجتماعًا داخليًا قررت خلاله تعليق البرنامج بالكامل، وإبلاغ الطلاب بأنّ المنح ستتوقف، وأن الأنشطة المرتبطة بالمشروع -من زيارات وورش عمل- لن تُستكمل بسبب التكلفة العالية، في ظل دخول المشروع حالة “تجميد” (Freeze) لمدة 90 يومًا.

في 5 آذار 2025، أُبلغت الجامعة بحسب مصادر "بيروت ريفيو" بقرار أميركي يقضي بـ”إلغاء التجميد” واستئناف العمل مؤقتًا، ليعود الأمل جزئيًا. إلا أن هذا الأمل لم يدم طويلًا، إذ سرعان ما صدر قرار جديد في 25 آذار يقضي بـ”إنهاء تام وفوري” لبرنامجي المنح: Higher Education Scholarship 1 وHigher Education Scholarship 2، من دون أي نقاش أو مرحلة انتقالية.

عملية طرد ناعمة للموظفين: لا حقوق

هذا القرار، الذي وُصف من قبل موظفين تحدثوا  لـ"بيروت ريفيو" بـ”عملية طرد ناعمة”، أحدث صدمة لدى الفريق العامل في المشروع، الذي أُبلغ بأن عقوده ستنتهي بنهاية الشهر الجاري، من دون أي ضمانات مستقبلية، ومن دون أن يتحدث إليهم أحد بوضوح. الوضع الحالي للموظفين أشبه بـ “تصريف أعمال”.

الطلاب ليسوا أفضل حالًا: مستقبل مجهول

أما الطلاب، فواقعهم أكثر قسوة. يعيش معظمهم بحسب شهادات تلقتها منصة "بيروت ريفيو" حالة من الضياع والخوف بعد أن انقطعت عنهم المساعدات التي وُعدوا بها، ليس فقط لتغطية الأقساط، بل حتى ما يتعلق بمخصصات الكتب والسكن. معظم هؤلاء الطلاب يأتون من مناطق بعيدة كالبقاع والجنوب والشمال، ويواجهون صعوبات هائلة في تأمين المأوى والطعام والنقل. بعضهم أكد أن الجامعة تخلّت عنهم فجأة، بعد أن تكفّلت بهم بالكامل، في إجراء يتناقض مع الأخلاقية، ما يهدّد مستقبلهم الجامعي ويضع مصيرهم أمام المجهول.

ورغم أن إدارة LAU لا تزال تبحث عن حل بديل حسب الإدارة، فإن إدارة جامعة AUB، التي تعرّضت لنفس الإجراء الأميركي، أبلغت طلابها بضرورة البحث عن بديل أو حل لأزمتهم.

انتقاد أميركا ممنوع على وسائل التواصل

ولعل الأكثر قمعًا، هو ما علمت به "بيروت ريفيو" من مصادرها حول اجتماع داخلي بجامعة LAU، حيث طُلب من الحاضرين صراحة عدم انتقاد الولايات المتحدة الأميركية أو قرار وقف مشروع USAID على مواقع التواصل الاجتماعي، بحجة أنّ هذا الأمر “يخالف قوانين الجامعة”، ما عُدّ محاولة واضحة لقمع حرية التعبير لدى الطلاب والموظفين في لحظة أزمة وجودية.

الصدمة كانت مضاعفة: لا خطة انتقالية، ولا شفافية، ولا حماية اجتماعية أو أكاديمية، بل أوامر تنفيذ فوري وتوجيهات بالصمت. هذه ليست مجرد أزمة تمويل، إنها فضيحة أخلاقية في كيفية التعامل مع طلاب بنوا حياتهم ومستقبلهم على وعود تبخّرت بقرار سياسي جائر وإدارات جامعية لا مسؤولة.

#بيروت_ريفيو

منشورات ذات صلة