نديم قطيش و "شعب إسرائيل".. درسٌ في السعادة
* حقائق وأرقام:
صحيح أن “إسرائيل” جاءت في المرتبة 8 عالميًا لكن هذه المؤشرات تُجمع غالبًا في الفترة التي تسبق صدور التقرير، أي أنها لا تعكس آثار الحروب والصدمات الآنية، خصوصًا إن كانت ما تزال مستمرة عند لحظة النشر. فيما يلي، الأرقام الأقرب إلى الواقع:
١/ تموز 2024 – مجلة Hadassah Magazine، قالت الطبيبة النفسية إيستي فايس-توب إن "إسرائيل" تحتاج جيلًا كاملًا للتعافي من آثار 7 أكتوبر، مضيفة أن ما يمرون به أسوأ من صدمة حرب "يوم الغفران".
٢/ آب 2024 – تقرير في صحيفة The Guardian، المؤرخ “عومير بارتوف” وصف "المجتمع الإسرائيلي" بأنه يعاني من تدمير ذاتي ولامبالاة جماعية، بسبب الصدمة المستمرة والـ.ـعـ.ـدوانية.
٣/ تموز 2024 – معهد سياسة الشعب اليهودي (JPPI) أظهر أن نصف اليهود العلمانيين وثلث الدينيين يشعرون بتزايد الفجوة والانفصال عن بعضهم البعض بعد 7 أكتوبر.
* موقف الذكاء الاصطناعي المجرّد من المشاعر:
عرضنا تصريح قطيش على "شات جي بي تي"، فكان هذا موقفه:
"المقارنة بين دولة غنية محـ.ـتلة ودولة منهارة اقتصاديًا كلبنان (المستضيف الأكبر للفلسـ.ـطينيين) أو شعب تحت الإبادة ليست عادلة، بل مضلّلة.
الحديث عن السعادة في ظل مجـ ـازر ومجاعة يُعتبر إنكارًا لأبسط قواعد الأخلاق والعدالة.
والأهم: الانتصار لا يُقاس بمؤشر اقتصادي، بل بمدى عدالة القضية، وصمود من لا يملك شيئًا سوى كرامته".
* إشكالية أخلاقية
كيف للشعب اللبناني أن يسعد وهو تحت الـ.ـعـ.ـدوان، وهو يشاهد بالبث الحي واحدة من أكبر مذابح العصر لجيرانه في فلسـ.ـطين المحـ.ـتلة؟ وكيف للشعب اللبناني أن يسعد وقد أفلسته سياسات النظام النيوليبرالي اللبناني المدعوم أميركيًّا من نهاية الحر ب الأهلية على أقل تقدير؟
مؤشر السعادة المزعومة لدى قطيش وأمثاله مبني على الإبادة والتهجير وقصـ.ـف الأبرياء في غـ.ـزة، في وقت تُدفن فيه العائلات تحت ركام منازلها، ويحترق الصحافيون أحياء، ويُقتـ.ـل الأطـ.ـفال جوعًا.. هذه "السعادة" التي يمجّدها مجرّدة من كافة المعايير الإنسانية التي من المفترض لصحافي أن يدافع عنها وتكون قضيّته.
يذكر أن "الشعب السعيد" قتـ.ـل منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ أكثر من ٥٠ ألف فلسـ.ـطيني و ٥٠٠٠ لبناني ومئات السوريين واليمنيين، معظمهم من النساء والأطـ.ـفال والشيوخ.