القوات تتمرد على الدولة بسبب فحوص مخبرية.. نشر الجنون الطائفي
أثارَ قرارُ وزارةِ الصحّةِ الصادرِ في 13 تشرين الأوّل/أكتوبر 2025 بوقفِ عملِ شركةِ ينابيعِ مياهِ تنّورين مؤقّتًا وسحبِ منتجاتها من الأسواق، حفلةَ جنونٍ "قوّاتية" حوّلتِ القضيّةَ من ملفٍّ صحّيٍّ بحتٍ إلى موضوعٍ طائفيٍّ وسياسيّ.
وقد جاء القرارُ بعد فحصِ عيّناتٍ من المياه تبيّنَ وجودُ بكتيريا تُعرَف بالزائفةِ الزنجاريّة، وهي تُسبّب أمراضًا للأطفال وكبارِ السنّ.
وقد وقّعَ القرارَ وزيرُ الزراعةِ نزار هاني (وزيرُ الحزبِ التقدّميّ الاشتراكيّ) بصفته وزيرًا للصحّةِ بالوكالة بسببِ وجودِ الوزيرِ الأصيلِ ركان ناصر الدين خارجَ البلاد في زيارةٍ رسميّة.
عقبَ صدورِ القرار، أطلقت "القوّاتُ اللبنانيّة" عبر ناشطيها على مواقعِ التواصل حفلةَ سُعارٍ طائفيّة دفاعًا عن "تنّورين".
وحوّل "القوّاتيّون" على منصّة "إكس" القرارَ من قضيّةِ سلامةِ غذاءٍ إلى خطوةٍ سياسيّةٍ وطائفيّةٍ موجّهةٍ ضدّ المسيحيّين.
أبرز المواقف:
* إيلي اصطفان: قضيّةُ مياهِ تنّورين هي "عهرٌ سياسيّ" من قِبَل حزبِ الله، والقرارُ يستهدف المياه بدلَ محاربةِ العسكر.
* جريس فغالي: القرارُ صدر عن حزبِ الله بعد رفضِ الشركةِ التبرّعِ بمياهها لمهرجانِ الكشّافة.
* شربل بو فرحات: الهجومُ على تنّورين يضرب الوجودَ المسيحيّ.
* بيار جبور: القرارُ "زبالة"، واضطرّ لاتّخاذِ إجراءاتٍ عكسيّة.
* أنطوان روفايل: اعتبرَ أنّ القرارَ بسببِ عدمِ توزيعِ شركةِ تنّورين المياهَ للفعاليّةِ الكشفيّةِ في المدينةِ الرياضيّة.
* فيرا بو منصف (كاتبةٌ في موقعِ القوّات): المشكوكُ بأمرِه مش مياهُ تنّورين إنّما وزارةُ الصحّةِ المليانةُ فساد، لو كانت شركةُ تنّورين بالضاحية والجراثيم عم تسبح فيها عَ وجّ الفنّينة كنتوا سكتتوا...
* طوني أبي نجم: حزبُ الله تآمرَ على مياهِ تنّورين ونتائجُ الفحوصاتِ مشكوكٌ بأمرِها.
ولفتَ ردُّ الناشطةِ "القوّاتية" ليلى ديب على طوني أبي نجم: "ما ندخّل صحّةَ أولادنا بالسياسة"، مشيرةً إلى أنّها قد أجرت على نفقتها الخاصّة فحوصاتٍ مخبريّةً على مياهِ تنّورين قبلَ عشرِ سنواتٍ وتبيّن أنّها غيرُ صالحةٍ للشرب.
من الطبيعيّ أنَّ أيَّ منتجٍ يحتوي على بكتيريا أو موادّ ضارّة، وبعد أخذِ عيّناتٍ من قِبَل وزارةِ الصحّة، يجب أن يُعلَن عن اسمِه للمواطنين لضمانِ سلامتِهم. وهذا هو المسارُ المتَّبعُ في كلِّ البلدان، وقد حصلَ هذا سابقًا مع منتجاتِ مياه Perrier في فرنسا، حيث أعلنت السلطاتُ الصحّية في نيسان 2024 اكتشافَ تلوّثٍ بكتيريٍّ في أحدِ آبارِ المياه جنوبَ فرنسا، ما أدّى إلى إتلافِ مليوني عبوةٍ من مياهِ "Perrier" الشهيرة.
سلوكُ "القوّات" وجمهورِها في قضيّةِ تنّورين ليس الأوّل من نوعِه، فقد سبق أنِ انتهجت السلوكَ نفسَه في قضيّةِ أفران Wooden Bakery، حين تمّت مداهمةُ المخزنِ في زحلة بتاريخ 27/5/2024 ومصادرةُ أكثرَ من 100 طنٍّ من الطحين منتهي الصلاحيّة بعد أخذِ عيّناتٍ أُرسلت لمصلحةِ الأبحاثِ الزراعيّة.
وبهذا السلوك أساءت "القوّات" إلى شركةِ "تنّورين" وحوّلتها إلى شركةٍ حزبيّةٍ طائفيّةٍ بما لا يُفيدُ الشركةَ نفسَها.