كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان

GnESCcBW8AAh0wQ.jpg 224.69 KB
بعد ٣١ عامًا على تعيين رياض سلامة حاكمًا لمصرف لبنان (١٩٩٣)، وبعد انهيار مالي ونقدي واقتصادي غير مسبوق في التاريخ الحديث، وبعد إفلاس المصارف احتياليًا، وبعد دخول سلامة السجن… تجرّأ مجلس الوزراء على تعيين حاكم أصيل لمصرف لبنان، لا يحمل اسم رياض سلامة، لكنه يحمل "أفكاره"، وأولها إنقاذ المصارف على حساب المجتمع. 
كريم سعيد، هو الحاكم الجديد لمصرف لبنان، بدءًا من ٢٧ آذار ٢٠٢٥. 

يمكن تسجيل عدد من النقاط حول التعيين:

١- هو انتصار صافٍ للمصارف، التي قاد حملة تسويقها لسعيد رئيس مجلس إدارة سوسيتي جنرال، أنطون الصحناوي. شغّل الأخير ماكينة إعلامية كبرى، للهجوم على كل من يعارض تعيين سعيد، وتولى التواصل مع دوائر القرار في واشنطن لضمان عدم رفع الفيتو في وجه مرشّحه. يريد الصحناوي وزملاؤه المصرفيون ضمان ألا يصل إلى مصرف لبنان حاكمٌ يُلزم المصارف بالقانون، أو يتخذ إجراءات ترى أنها ستكون ضدها. 

٢- هو انتصار لرئيس الجمهورية، جوزاف عون، الذي تمكّن من فرض مرشحه على رئيس الحكومة نواف سلام، لكنها هزيمة نكراء لصورة العهد الجديد الذي أراد داعموه تصويره انقلابًا على القوى السياسية التقليدية، فظهر الرئيس جوزف عون "شريكًا" لتلك القوى، لا بل "قائدًا" لها.

٣- نواف سلام كشف أنه رئيس ضعيف للحكومة، وأن ما يقوله عن الإصلاح ليس سوى كلمات بلا معنى. أعلن أنه ضد ترشيح كريم سعيد، ثم صوّت ضد تعيينه. كان في مقدوره تعطيل التعيين، لكنه فضّل الرضوخ لخيار رئيس الجمهورية، وأداء دور "شاهد الزور".

٤- كريم سعيد وصل بتأييد سياسي واسع، لكن غالبية الذين صوتوا له هم من الوزراء المسيحيين (١٠ وزراء من أصل ١٢ وزيرًا مسيحيًا). نال ٤ أصوات شيعية، وصوتي وزيرين درزيين، لكن نقطة ضعفه التمثيلية الرئيسية هي عند السنّة، إذ نال صوت وزير سنّي واحد (من أصل خمسة وزراء سنّة).

منشورات ذات صلة