المقاومة تفاوض "بالأشلاء"… والدولة تُسلّم بالمجّان
شكّلت المقاومة اللبنانية نموذجًا في إدارة ملف الأسرى، حيث لم تفرّط حتى بأشلاء الجنود الإسرائيليين.
في كل صفقة تبادل، كانت تُستعاد جثامين الشهداء اللبنانيين والعرب، ويُفرج عن الأسرى، مقابل رفات أو معلومات عن جنود إسرائيليين. فيما يلي، لمحة سريعة:
• عام 1996، استُعيدت رفات 123 شهيدًا وأُفرج عن 25 معتقلًا مقابل جثث جنديين إسرائيليين.
• عام 1998، أُعيدت رفات 40 شهيدًا بينهم هادي نصر الله مقابل جندي إسرائيلي .
• عام 2004 أفرج حزب الله عن الكولونيل الإسرائيلي الحانان تانينباوم وثلاثة جنود، مقابل أكثر من 400 أسير فلسطيني ولبناني وعربي، ورفات عشرات الشهداء.
• عام 2008 سلّم الحزب أشلاء جنود قضوا في حرب تموز، مقابل الإفراج عن سمير القنطار وأربعة أسرى، واستعادة رفات 199 شهيدًا. ولم يكشف الحزب عن مصير أسرى الصـ.ـهاينة إلا خلال عملية التبادل.
كل العمليات التي نجحت فيها المقاومة باسترجاع الأسرى، ارتكزت على مبدأ ثابت: "نحن لا نترك أسرانا في السجون" .
في المقابل؟
• بتاريخ 21 آب 2025 سلّمت السلطات اللبنانية للعدو السجين الاسرائيلي "صالح ابو حسين" المحتجز لديها منذ تموز 2024، دون أي مقابل .
• الإعلان صَدَر عن مكتب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي كشف عن تسلّم المحتجز من لبنان “دون شروط” .
اللّافت في "الانبطاح اللبناني" غياب اي نفي رسمي، او بيان خلفيات التسليم "المجّاني" للعدو .
• السلطات اللبنانية تخلّت عن ورقة تفاوضية ثمينة ولم تتطرّق لملف الأسرى اللبنانيين المختطفين في الناقورة وشبعا، وتركت مصيرهم "للمجهول".
الغموض الذي غلّف قرار التسليم أثار موجة انتقادات لبنانية واسعة كان أبرزها:
• تصريح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ابراهيم الموسوي:
“فوجئنا كما فوجئ اللبنانيون بإعلان العدو الإسرائيلي تسلّم إسرائيلي من السلطات اللبنانية في خطوة أحادية الجانب، لم يحصل خلالها لبنان على أي من مواطنيه الأسرى لدى العدو، ما يطرح تساؤلات وشكوكاً عميقة حول تفريط السلطة وعدم استفادتها من الفرصة المتاحة لإتمام عملية تبادل مع الطرف الآخر".
• تصريح النائب "الكتائبي" نديم الجميل في مقابلة متلفزة:
"حطّولكن أسير واحد بالمقابل، ردّوه مقابل الأسير الإسرائيلي، ولو!
صارت الدولة تعمل تفاوض بالمخفي، بروح وما حدا بيسأل".
• بيان لهيئة ممثلي الأسرى والمحررين اللبنانيين:
“إطلاق المواطن الإسرائيلي وإبقاء 19 أسيراً لبنانياً في زنازين العدو هو وصمة عار على جبين الدولة".
• بيان لعائلة الأسير يحيى سكاف:
تسليم الإسرائيلي “يشكّل وصمة عار”، والدولة اللبنانية “لم تعد تحظى بثقة المواطن لحمايته”.
• منشور للناشطة مايا خوري:
"ما حصل ليس خطأً دبلوماسيًا، بل سقوط أخلاقي وسيادي مدوٍّ".
• منشور للصحافي بيار أبي صعب:
"ما تغلوا مني إننا نعيش في جمهورية صالح أبو حسين"!