جعجع يلاقي برّاك: فليحكمنا الجولاني!
بمواجهة التهديد الوجودي للبنان، المتمثّل بالكيان الإسرائيلي التوسعي على الحدود الجنوبية، والنظام الحاكم الجديد في دمشق والتهديد الأميركية "بمنحه" لبنان، يثبت رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من جديد أنه جزء من الخطر والتهديد، لا الحل.
كيف ذلك؟
- سمير جعجع هو السياسي اللبناني الأوّل الذي كان سباقًا في التعبير عن دعمه للتهديدات الأميركية لوجود لبنان وايصاله ليصبح جزءًا من سوريا.
فبعد حديث المبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك لصحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية (12 تموز 2025) عن أن لبنان يواجه تهديدًا وجوديًا: "إذا لم يتحرك لبنان، فقد يصبح بلاد الشام مرة أخرى.. يقول السوريون لبنان منتجعنا الساحلي"، أصدر جعجع تصريحًا يدعم في مضمونه الضغوط الأميركية على لبنان في هذا الاتجاه، (13 حزيران 2025)، قائلًا: "إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في ترددها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمّل مسؤولية ان يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد".
- يرى جعجع أن مصلحته تكمن في نهاية لبنان بواقعه القائم اليوم. وهذه التهديدات الوجودية تلاقي أفكاره التقسيمية على أساس طائفي، ويرى فيها الحلّ الأوحد الذي يمكّنه من حكم كانتون مذهبي في لبنان.
خلفية تاريخية
ليس المرة الأولى التي يكون فيها جعجع جزءًا من ترتيب سوري - أميركي لحكم لبنان، كما يُخطط له اليوم.
فعام ١٩٩٠، مثّل قتال جعجع إلى جانب الجيش السوري (تحت حكم حافظ الاسد) في هجومه على قصر بعبدا مفصلًا في التحولات الميدانية والسياسية.
راهن جعجع على ضمانات أميركية حينها بعدم تجاوز الجيش السوري منطقة الحازمية شمالا، واستند إليها لبناء طموحات شخصية وسياسية، لينتهي به الأمر بتسليم إدارة لبنان كاملًا إلى النظام السوري السابق.
فشلت خطط الرجل السياسية والشخصية، وأفضى به الأمر عام ١٩٩٤ في السجن وحلِّ حزب "القوات اللبنانية".