من بن سلمان إلى برّاك: لبنان للجولاني بعد حل عقبة السلاح
تهديد الموفد الأميركي توك برّاك بضم لبنان إلى سوريا (مقابلة مع arabnews، ١١/٧/٢٠٢٥) ليس الأول من نوعه في الأشهر الأخيرة، بل سبقته تصريحات علنية وأخرى في جلسات مغلقة، توحي بأن تهديد وجود لبنان هو سياسة معتمدة من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها.
فقد علم موقع "بيروت ريفيو" أن أول من هدّد بضم لبنان إلى سوريا، قبل أشهر، هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أبلغ مسؤولين أميركيين وأوروبيين التقاهم بأنه يرى بأن الخيار الأفضل لإدارة الملف اللبناني يكمن في "تسليم لبنان إلى (الرئيس السوري) أحمد الشرع".
وبعد بن سلمان، وتحديدًا في أيار ٢٠٢٥، صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك في باريس مع حاكم سوريا بأن فرنسا ستتعاون مع الجولاني (الشرع) لمواجهة حزب الله.
ويوم ٣ تموز ٢٠٢٥، نشرت قناة i24 الإسرائيلية تقريرًا نقلت فيه عن مصدر سوري قريب من الشرع اقتراحه بتخلي الجولاني عن ثلثي هضبة الجولان السورية المحتلة إلى كيان الاحتلال، مقابل حصوله على مدينة طرابلس اللبنانية وغيرها من المناطق في لبنان.
وقبل صدور تصريحات برّاك، علم موقع "بيروت ريفيو" أن مسؤولين أميركيين قالوا لمسؤولين لبنانيين بعيدًا عن الإعلام إن ترتيب الأوضاع اللبنانية سيُتوَّج بنقل إدارة الملف اللبناني إلى الحُكم السوري الجديد بقيادة الجولاني.
ما تقدّم يعني بأن تصريحات برَاك لم تكن وليدة ساعتها، ولا هدفها الوحيد الضغط على لبنان للتنازل لمصلحة العدو الإسرائيلي، بل إن التهديدات الأميركية لأصل وجود لبنان هي في سياق ترتيبات جديدة للمنطقة. ويبدو أن تحقيق مطلب نزع السلاح هو مقدمة لمنح لبنان إلى الحكم المدعوم أميركيًا في دمشق.