وزير الخارجية اللبناني يشوَه الدبلوماسية اللبنانية
يصرّ وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي على أن يكون محور جدل في لبنان بين الفينة والأخرى، من خلال تعمّده افتعال ما يثير الضجة، عبر أفعال استعراضية بعيدة عن الأصول الدبلوماسية. وقد عرّض نتيجةً لذلك، صورة لبنان أكثر من مرّة للاهتزاز أمام الخارج، فتصرفات وزير الخارجية، تعكس أوّلًا صورة البلد الذي يمثّله، قبل أن تعكس خلفياته وسياساته الخاصة، وهذا ما لم يدركه ربّما "القوّاتي" رجي بعد.
آخر الاستعراضات
آخر "فنعات" الرجل، هو تقطيب حاجبيه قدر المستطاع خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في 3 حزيران 2025، وهو ما لفت انتباه المتابعين، واعتُبر خروجًا عن عادات الاستقبال اللبنانية للضيف، وعن البروتوكولات والأصول الدبلوماسية.
فمهما كانت خلفيات رجّي ومواقف حزبه الخاصة حيال ايران أو غيرها من الدول، لا يصحّ أن تنعكس سلبًا وتتظهّر عند استقبال موفدي هذه الدول إلى لبنان، سيّما وأن وزير الخارجية يفترض به تمثيل كل لبنان، وليس معراب.
ازدواجية
رجي الذي ظاهر جديًا وعابسًا مع عراقجي، كان يظهر وعلى وجهه ابتساماتٍ عريضة خلال استقباله شخصياتٍ أجنبية تسعى القوات لاسترضائها مثل ممثلي السعودية وأميركا، فضلًا عن النظام السوري الجديد.
تسريبات للإعلام
لم تتوقف أفعال ممثل "القوات" عند هذا الحد. بل سرّبت مصادر الخارجية إلى قناة "الحدث" السعودية أخبارًا توحي بمحادثة "غير لطيفة" بين رجّي وعراقجي، مثل: "وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لنظيره الإيراني عباس عراقجي في بيروت: المغامرات العسكرية لم تنه الاحتلال الإسرائيلي ووضعت لبنان في موقف صعب".
سوابق رجّي
رجّي كان قد افتتح عهده في الخارجية باقتحام مكاتب الموظفين في الوزارة بتاريخ 27 آذار 2025، مهددًا إياهم بأسلوبٍ ميليشياوي، ومؤكدًا بأنه "تيس"، في تعبيرٍ خارجٍ عن كل اللياقات المتعارف عليها.
كما سُجّل على وزير الخارجية، تخطّيه الأصول الدبلوماسية من خلال قبوله استدعاء المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس في دارة السفيرة الأميركية ليزا جونسون في عوكر، بدلًا من استقبالها في مقر وزارة الخارجية، وفق الأصول والبروتوكولات الرسمية.
دعوات لإعادة النظر
انطلاقًا من سقطاته المتتالية، ومواقفه الاستعراضية المسيئة لصورة لبنان امام الخارج، بما قد يضر بعلاقات لبنان مع أصدقائه، يطرح مراقبون ضرورة إعادة النظر في إسناد وزارة الخارجية إلى رجي.
في ظل ما يمر به لبنان من ظروف دقيقة وحساسة تستوجب الحفاظ على علاقاته مع الدول الصديقة، سيّما بعد عرض الوزير عراقجي استعداد الشركات الإيرانية للمشاركة في إعادة الإعمار متى رغبت الحكومة بذلك، تبرز الحاجة إلى دبلوماسيةٍ لبنانية متوازنة ومحايدة، بعيدًا عن أزقّة السياسة الداخلية الضيقة.