هكذا سعت السّعودية لمعاقبة لبنان منذ العام 2016م

Gq5h3v5WMAA_EPQ.jpg 299.65 KB
اعتادت السعودية أن تتعامل مع لبنان بصفته كيانًا تابعًا لها، وتسيطر على سياسته الخارجية بالشراكة مع آخرين. وحصة كل واحد من الشركاء تفرضها على الرياض التوازنات الإقليمية واللبنانية الداخلية. ليس في القاموس السعودي أي وجود للبنان الحرّ المستقل السـ.ـيـ.ـد. 

لذلك حين أفرزت العملية السياسية توازنًا سياسيًا لا يناسب الرياض بعد العام ٢٠١٦، قررت أن تعاقب اللبنانيين وفق معادلة واضحة: إن تمردتم فسيحل بكم الخراب. ولذلك فإن من بادر للمواجهة والقطيعة لم تكن بيروت بل الرياض التي رفضت خيارات اللبنانيين. مع العلم أن رئيس الجمهورية الأسبق ميشال عون سعى جهده للتعاون مع المملكة وفق خصوصية محددة (حتى أنه امتنع عن زيارة طهران لأجلها). كذلك استمر رئيس مجلس النواب نبيه بري في التأكيد على مراعاة السعودية للحد الأقصى بما يخدم مصالح اللبنانيين.  

لكن كان للرياض قرارها، إما الخضوع أو الخراب. فمع وصول الرئيس ميشال عون إلى الرئاسة يوم 31 تشرين الأول 2016، بدأت المملكة سلسلة إجراءات تصعيدية. وهذه من أبرزها:

- بعد إيقاف السعودية المساعدات العسـ.ـكرية لتسـ.ـليـح الجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار، أوقفت السعودية ما تبقى من المساعدة المقررة بمليار دولار المخصصة للأجهزة الأمنية اللبنانية.
 
-   تهديدات بسحب الودائع الخليجية من لبنان. 

- مع قرب التوافق على انتخاب الرئيس ميشال عون، نشرت قناة "العربية" بتاريخ 30 أكتوبر 2016 تقريرً تحت عنوان: "حليف "حـ.ـزب الله" وابن بياع للحليب قد يصبح رئيسًا للبنان"

- لقاءات تحريضيّة لوزير الدولة السعودي "لشؤون الخليج العربي" ثامر السبهان، في بيروت، في تشرين الأول 2017، لتأجيج الهجوم ضد حـ.ـزب الله والرئيس عون.

- اختطاف رئيس الحكومة سعد الحريري في تشرين الثاني 2017 وإجباره على تقديم بيان استقالته عبر شاشة "العربية".

- تصريح عدائي للسبهان في 6 تشرين الثاني 2017: "الرياض ستعامل حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب بسبب حـ.ـزب الله". 

- افتعال أزمة دبلوماسية مع لبنان بعد تصريحات لوزير الخارجية اللبناني شربل وهبه خلال حوار تلفزيوني على قناة "الحرة" مع محلل سياسي سعودي بتاريخ 17 أيار 2021. 

- افتعال أزمة دبلوماسية أخرى مع لبنان في تشرين الأول 2021 على خلفية انتشار مقطع فيديو قديم لوزير الإعلام اللبناني حينذاك جورج قرداحي (الفيديو قبل توليه الوزارة) كان قد عبّر فيه عن رأيه في أحد البرامج التلفزيونية قائلًا إن "الـحـوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم أمام عد وان خارجي". استدعت الخارجية السعودية السفير اللبناني في الرياض وسلمته مذكرة احتجاج رسمية. كما أصدر مجلس التعاون الخليجي بيانًا رفض فيه تصريحات قرداحي. أُجبِرَ القرداحي على الاستقالة في 3 كانون الأول 2022. 

- فرض حظر على دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية في نيسان 2021، بذريعة تهريب المخدرات الى السعودية، علمًا أن لبنان كان قد أوقف في تشرين الأول 2015، "الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد آل سعود الذي حاول مع أربعة سعوديين آخرين تهريب نحو طنين من حبوب الكبتاغون موضبة داخل طرود في طا ئرة خاصة". 

- تهديد سعودي بتجميد عضوية لبنان في جامعة الدولة العربية في تشرين الثاني 2017. 

-  ضغوط مستمرّة على اللبنانيين العاملين في الخليج وتهديدهم بالترحيل وترحيل بعضهم لأسباب سياسية وطائفية.

- تهديدات متواصلة بقطع العلاقات مع لبنان وتوتير الأجواء والابتزاز بـ"المساعدات السعودية".

- منع السعوديين من السفر إلى لبنان والضغط على دول خليجية تابعة لاتخاذ القرارات عينها. 

- دعم الاضطرابات في لبنان بعد ١٧ تشرين ٢٠١٩، وتمويل قوى وشخصيات سياسية وإعلامية لبنانية ذات أجندة إقصائية.

- منع الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من العمل السياسي، بما فيه المشاركة في الانتخابات النيابية، ما أدى إلى هندسة مسبقة لنتائج الانتخابات لحساب فريق الوصاية السعودية الأميركية. 

- مشاركة ناشطة لوسائل الإعلام السعودية في بث الفتنة الداخلية وتسعير الأزمات الوطنية والمساهمة في الحملات النفسية للعدو الإسرائيلي ضد لبنان. 

إن التدخلات السعودية في الشأن اللبناني ذات دور أصيل في أزمات لبنان وهي وسيلة عقابية لتحصيل الخضوع.


منشورات ذات صلة