ما هو دور وزير الطاقة والمياه "القواتي" جو صدّي في عملية تجديد اتفاقية تزويد لبنان بالنفط العراقي لإنتاج الكهرباء؟ لا شيء.
الوزير صدّي سيسافر إلى العراق يوم ٣ أيار ٢٠٢٥، برفقة وزير المالية، ياسين جابر، للتوقيع على اتفاقية لتمديد تزويد لبنان بالوقود اللازم لتوليد الكهرباء.
لكن، منذ تشكيل الحكومة الجديدة في 8 شباط 2024، لم يبادر الوزير "القواتي" إلى القيام بأيّ خطوة عملية تجاه دولة العراق الشقيق لتجديد العقد المستمر مع العراق منذ تموز 2021، الذي بموجبه يزود العراق الحكومة اللبنانية بالوقود مقابل خدمات تشمل الرعاية الصحية لمواطنين عراقيين، ثم يبدل لبنان زيت الوقود الثقيل بزيت الغاز الذي يستطيع استخدامه في معملَي دير عمار والزهراني.
أما زيارته إلى العراق فهي بسبب الشكليات التي توجب أن يوقّع الوزير المعني الاتفاقية التي أنجِزت بفضل جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري.
جهود بري تُوِّجت باتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم 29 آذار 2025، مقدّمًا الشكر إلى الحكومة العراقية لمساعدتها لبنان، وتوصّل بحصيلته إلى موافقة العراق على تزويد لبنان بالوقود لمدة 6 أشهر إضافية. وهذا الاتفاق يسمح للبنان بالحصول على مليونَي طن من الوقود، مقابل خدمات للجانب العراقي، ما يجعل الأمر برمّته أشبه بمساعدة عراقية للبنان.
ورغم أهمية النفط العراقي الذي يكاد يكون المصدر الوحيد (والأهم أنه غير مشروط) لإنتاج الطاقة في لبنان، إلا أن الوزير صدّي لم يتواصل مع الجانب العراقي قبل اتصال بري - السوداني.
الوزير المتفرّج
وكان وزير الطاقة السابق، وليد فياض، والمدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير قد أنجزا كل الخطوات العملية والإدارية اللازمة لزيادة الكمية التي يحصل عليها لبنان من العراق، إلى مليوني طن من الوقود الذي يمكن تبديله بالوقود اللازم لتشغيل معملَي دير عمار والزهراني بطاقتهما القصوى. ويمكن إنتاج نحو ٩٠٠ ميغاواط (نحو ٩ ساعات يوميًا من الكهرباء) إذا تم تشغيل المعملين بالوقود العراقي. لكن معمل دير عمار لا يعمل بطاقته القصوى، بانتظار الصيانة الشاملة التي ستجريها شركة أجنبية لبعض مجموعاته في أيار المقبل (الصيانة الشاملة تستغرق ٤٤ يومًا). رغم ذلك، كان في مقدور مؤسسة كهرباء لبنان تشغيل المعمل بطاقته القصوى، إلى أن يحين موعد الصيانة، بحسب مصادر في وزارة الطاقة.
كذلك سبق أن أنجز الوزير السابق فياض، بتسهيل من برّي أيضًا، اتفاقًا مع العراق لشراء كمية من الوقود تكفي لإنتاج نحو ٣٠٠ ميغاواط من معملي الذوق والجية.
ما تقدّم يعني أن وزير الطاقة "القواتي" وصل إلى الوزارة وكان في مقدوره تزويد لبنان بما بين ١٢ و١٤ ساعة يوميًا من الكهرباء، من دون بذل أي جهد استثنائي، إلا أنه اكتفى بالتباهي باقتراح أسماء لعضوية الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء.
#بيروت_ريفيو