ذكرى معركة زحلة

"انتصار" قواتي انتهى بالاستسلام

GoHA9GkWsAAYjui.jpg 208.99 KB
كلّما عاد شهر نيسان حاملًا ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية المشؤومة ينبري مسؤولو حزب القوات اللبنانية -لا سيما المتورطون بارتكابات ومجازر- لتذكير اللبنانيين بانتصارهم المزعوم في حرب زحلة، وآخرهم النائب بيار بو عاصي (الذي حاول إدخال سلاحه الى البرلمان اللبناني منذ سنوات) متوعّدًا بإعادة سيناريو حرب زحلة ولم يُعرف من المقصود بتهديده، فالحاكم الفعلي في سوريا هو زعيم جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام) الحليف "الرفيق" للقوات اللبنانية!
- حرب زحلة بالأصل بين فصيلين مسيحيين هما نمور الاحرار والقوات اللبنانية.
- "اعتدت" القوات على عناصر مسيحيين من حزب الوطنيين الأحرار (المبعدين من المناطق المسيحية التي سيطرت عليها القوات آنذاك) فتدخلت القوات السورية وحاصرت المكان وسيطرت على بعض التلال المحيطة بزحلة  (1980).

- خاضت القوات اللبنانية الحليفة لإسرائيل المعركة بهدف وصل المناطق الواقعة تحت سيطرتها في جبل لبنان من خلف القوات السورية المتمركزة في ضهور الشوير وضهر البيدر وهو ما يعتبره السوريون خطًا أحمر لأنه يؤمن ممرًا إسرائيليًا وهو ما ثبت بعد أشهر خلال الاجتياح (بحسب جوناثان راندل).

- بقي الوضع كذلك نحو 6 أشهر تخللتها مناوشات محدودة، الى أن هاجمت القوات جرافة سورية كانت تقوم بتحصينات على إحدى التلال ثم هاجمت مجددًا رتلًا سوريًّا قادمًا للدعم فاندلعت الاشتباكات.
- استدعت القوات السورية دعما عسكريًا وسيطرت على منطقة "المعلّقة" شمال زحلة وتلال الحمّار المشرفة بالكامل.
- حسمت القوات السورية الأمر لصالحها بالسيطرة على المواقع الحاكمة ولم تتقدم داخل الأحياء المسيحية ولم يكن ذلك هدفها لذلك فادعاء القوات أنها منعت دخول السوريين مجرد دعاية.
- حصلت القوات على تأييد مسيحي ضمن الجبهة اللبنانية ودعم عسكري إسرائيلي مباشر بإسقاط مروحيتين سوريتين، لكن ذلك لم يحقق شيئًا ولم يفك الحصار السوري.
- منتصف عام 1981 فك السوريون الحصار بوساطة أميركية (فيليب حبيب) بعد أن وافقت القوات على الانسحاب وترك المدينة وتسليم أسلحتها لقوات الردع وتفتيش عناصرها فردًا فردًا بشكل مذلّ، فيما بقي السوريون في مواقعهم حتى عام 2005.
- تصور القوات هزيمتها وانسحابها انتصارًا ككل انتصاراتها التي لم تكن سوى كوارث على المسيحيين معتمدةً على وسائل الدعاية لبث الأحقاد وأوهام التفوّق ما يسهّل قلب الحقائق.
تروج القوات لكل هزائمها على أنها انتصارات خصوصًا لدى الجيل الشاب وتُمجد كل اقتتال داخلي فتحوله الى معركة مقدسة، ولكنها تسخّف كل مواجهة مع العدو الإسرائيلي وتقزّمها وتشغل ماكينتها الإعلامية ضدها وكأنها جزء من الماكينة الإسرائيلية.
#بيروت_ريفيو

منشورات ذات صلة