فقاعات التهويل

استنفرت بعض وسائل الإعلام  المحليّة، وبعض الإعلاميين، في الأيام الأخيرة في محاولة لإضفاء أجواء من التهويل مما ستحمله نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، في زيارتها إلى لبنان مساء السبت ٥ نيسان 2025. تهديدات وجداول زمنية وضعت أمام الشعب اللبناني، "وإلّا" فالحـ.ـرب "على الأبواب". بهذه الروح التهويليّة مهّد بعض الإعلام للزيارة، والبعض الآخر، استكمل هذا "التضخيم" الإعلامي لمفعول الزيارة حتى بعد انتهائها وتبيان حقيقتها، متحدّثًا عن:

- "عصا أورتاغوس في بيروت" (أساس ميديا - 4 نيسان).
"لا مئة يوم تسامح في لبنان" (النهار - 4 نيسان).
- "في جعبة أورتاغوس: لغة جافة واستياء" (نداء الوطن - 4 نيسان).
- "واشنطن تطالب لبنان بجدولة زمنية لنزع سلا ح حـ.ـزب الله" (نداء الوطن - 5 نيسان).
- "زيارة مورغان أورتاغوس الثانية لبيروت هي لإبلاغ المسؤولين اللبنانيين بوضع جدول زمني لتسليم سلا ح حـ.ـزب الله" (الصحافية سوسن مهنا - منصة "إكس" - 6 نيسان).
- "مورغان أورتاغوس في لبنان بمهمة عاجلة استباقًا لبلوغ التوتر الأمني والعسـ.ـكر ي مستويات خطرة جدًا" (الصحافي علي حمادة - منصة "إكس" - 3 نيسان).
- "خلاصة جولة أورتاغوس بحسب معلومات الجديد أن لبنان اليوم أمام فرصة أخيرة قبل التصعيد.. وفي الرسالة الأميركية أيضًا أن لا يراهن لبنان على الوقت" (قناة "الجديد" - 7 نيسان).

هذه الأوهام الصادرة عن منظومة إعلام الوصاية في لبنان، تناقضت مع كل ما صدر من وقائع لاحقًا عن نتائج الزيارة، حيث أكّدت مصادر الرؤساء الثلاثة لـ"بيروت ريفيو" أن أورتاغوس لم تطلب وضع جدول زمني لتسليم سلا ح الحـ.ـزب كما لم تضغط لتشكيل لجان دبلوماسية تُجري مفاوضات بين لبنان وكيان الـ.ـعـ.ـدو الإسرائيلي.

الرئيس برّي بدوره، كذّب هذا التهويل الإعلامي، ونقلت عنه صحيفة الجمهورية في 7 آذار تأكيده أن "الاجتماع مع أورتاغوس كان مخالفًا للمناخ التهويلي الذي سبق مجيئها إلى بيروت"، معتبرًا أنّ "هذا المناخ ارتبط بالمواقف الحادّة التي أطلقتها خلال زيارتها الأولى وأثناء المقابلات الإعلامية الأخيرة معها، لكن ما سمعناه منها كان مختلفًا عن الترجيحات التي افترضت أنّها آتية للتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور".

واستغرب بري كيف أنّ هناك مَن يتهيّب هذا الزائر الأجنبي أو ذاك، ويتصرّف للأسف كأنّ بعض الموفدين "بُعبُع"، مشيرًا إلى أنّ "أولئك الذين يزوروننا هم في النهاية موظفون برتب مختلفة يسعون إلى تحقيق مصالح بلادهم، ونحن علينا في لبنان أن ندافع بدورنا عن مصالحنا الوطنية".

وزير الثقافة غسان سلامة كان قد نفى بدوره في مقابلة مع قناة "الجديد" بتاريخ 6 نيسان 2025 كل ما أشيع من أجواء تصعيديّة، مشيرًا إلى أن "أورتاغوس لم تقل إننا أمام الفرصة الأخيرة ولم تتطرق بتاتًا لموضوع التطبيع"، موضحًا أنها تلقت من الرؤساء اللبنانيين جوابًا مفاده "لن نفاوض على الحدود تحت القنابل".

#بيروت_ريفيو