نداء الوطن أم نداء العدو
مواصلة تقويض الموقف السيادي للدولة
* أربعة عناوين في عدد واحد
عناوين بالجملة أوردتها صحيفة "نداء الوطن" في عدها الصادر بتاريخ 8 نيسان 2025 شنّت فيها هجومًا كثيفًا على سلامة ونائب رئيس الحكومة طارق متري، وتصدّر أحد العناوين الصفحة الأولى:
- غسان سلامة يخرج على بيان حكومة سلام
- إلى غسان سلامة: كلامك من الماضي
- سلامة... ثقافة «تمييع» السيادة و«نحر» حكومة سلام
- متري وسلامة يحرجان رئيس الحكومة
كل ما سبق هي عناوين في عدد واحد، لو حُذِفَت منه لخلت الصفحات الأولى من أحرفها. فما هو سبب هذه الهستيريا؟
اتهمت الصحيفة متري بأنه "نسف مسألة الجدول الزمني من جذورها" قاصدة بذلك الجدول الزمني لما يسمى "نزع سلا ح المـقـاومة"، فيما اتهمت سلامة بأن ""العقلانية" أو الواقعية الزائدة التي يقيس بها وزير الثقافة غسان سلامة رؤيته، "ميّعت" موضوع نزع سلا ح "الحــ.ـزب"".
لم يورد البيان الوزاري ولا خطاب القسم جدولًا زمنيًّا لما تطالب به "القوات اللبنانية" وغيرها من أدعياء السيادة، فيما يخص ما تسميه "نزع سلا ح المـقـاومة". بل إن رئيس الجمهورية أجاب في مقابلة مع "فرانس 24" بتاريخ 27 آذار 2025 ردًا على سؤال حول حصرية السلا ح بأن ذلك يكون من خلال إستراتيجية الأمن الوطني التي تنبثق منها الإستراتيجية الدفاعية"، مشددًا على "الأفضلية الآن لجنوب لبنان، والمرحلة اللاحقة تخضع لتوافق اللبنانيين، ولإستراتيجية الأمن الوطني ضمن حوار داخلي، والأهم أن وحدتنا هي الأساس في هذا الإطار".
* فاشيّة يمينيّة!
يبتعد خطاب هذا الإعلام ومَن خلفه سياسيًّا عن مضمون البيان الوزاري وخطاب القسم، ويتحول إلى محاولة لترهيـ.ـب الوزراء الملتزمين بخيارات الحكومة ورئيس الجمهورية، في رسائل غير مباشرة إلى الرئاستين. والأخطر أن هذا الفعل يضعف الموقف التفاوضي والسيادي للدولة اللبنانية في ذروة الـ.ـعـ.ـدوانية الإسرائيلية على لبنان.
هذه الحملة تعيد للأذهان الهجوم الذي تعرضت له وزيرة البيئة تمارا الزين لمجرد انتقادها لاستغلال الـ.ـعـ.ـدوان على الضاحية الجنوبية في بازار السياسة. وتثير الحملة المتجددة السؤال حول الفبركة الأخيرة خلال زيارة أورتاغوس ضد الوزير متري بأنه وصف الأخيرة بأنها "شمطاء" وهو ما يدل على التدهور الأخلاقي المزري للبعض.
#بيروت_ريفيو
موضوعات
