استهداف الجامعة اللبنانية للانتقام السياسي

يستكمل فريق الوصاية في لبنان تعميمه للانقسام الطائفي والمذهبي حتى على الجامعة اللبنانية.

على الرغم من مسارعة إدارة الجامعة اللبنانية لمعالجة ملف تزوير العلامات في كلية الحقوق وإيقاف مدير الكلية بشير مرتضى، إلا أن ذلك لم يمنع فريق الوصاية من تصويب سهامه الطائفية تجاه جامعة الفقراء، ضاربةً بعرض الحائط مصلحة عشرات الآلاف من الطلاب اللبنانيين على اختلاف طوائفهم.

ففي ٣٠ تشرين الأول بثت قناة "الجديد" تقريرًا تضمّن اتصالًا مع سيّدة ادعت أنّ بإمكانها تأمين شهادات جامعية مزوّرة باختصاصات وأسعار مختلفة، وعلى الرغم من أنّها ذكرت إمكانية الحصول على شهادة مزوّرة من الجامعة الأميركية واللبنانية وكذلك هويات مزوّرة، إلّا أنّ "الجديد" اكتفت بالتصويب على الجامعة اللبنانية في عنوان التقرير، لتتبعها جوقة من "الإعلاميين" و"الناشطين" في تشكيل موجة هجوم واحدة على الجامعة اللبنانية. لتصدر الجامعة بيان نفي وتوضيح بعد كل الاتهامات التي تضر بسمعة الجامعة اللبنانية وخرّيجيها:

- "الإعلامي" جوزيف أبو فاضل أعزى ما سمّاه تدهور الجامعة اللبنانية إلى الهوية الدينية لإدارة الجامعة اللبنانية ورأى أن الحل لإنقاذ سمعة الجامعة هو بتعيين مدراء مسيحيين.
 
- النائب التغييري مارك ضو حمّل مسؤولية "الفساد" المزعوم في الجامعة للرئيس نبيه برّي واتّهمه بتحويلها الى أداة في منظومته الزبائنية.

- الإعلامي محمد بركات نشر فيديو متحدثًا فيه عن تجربته الشخصية في الجامعة اللبنانية، وهاجم أساتذتها بتهمة الإنتماء الحزبي.

الجامعة اللبنانية أصدرت بيانًا نفت فيه ما ورد في تقرير "الجديد"، وأكدت أنّ لا اسم السيدة المدّعاة في سجلاتها، وأن شهادة الجامعة اللبنانية لا تخضع للمعادلة في وزارة التربية، كما استغربت التصويب على الجامعة اللبنانية مع العلم أنّ التقرير ذكر اسم الجامعة الأميركية كمصدر للحصول على الشهادات المزورة.

الجدير بالذكر، أن قضية تزوير الشهادات في لبنان ليست مستجدة، حيث ارتبطت سابقًا بالجامعات الخاصة دون ان يتم تسييس الملفات. بل كان يتم حصرها في إطارها القانوني:

- عام ٢٠٢٢، تم تجريم غ.ر بعد الإدعاء عليه من قبل الجامعة اللبنانية الأميركية LAU بتهمة تزوير شهادة جامعية.

- عام ٢٠١٩ أصدرت القاضية سمرندا نصار مذكرات توقيف بحق سبعة أشخاص بتهمة تزوير شهادات صادرة من الجامعة اللبنانية و AUB, LAU, NDU.

- عام ٢٠١١ ادعى الملحق الثقافي في السفارة السعودية منير القرني بأنه تم إقالته بعد عدم تصديقه شهادة مزوّرة من الجامعة الأميركية في بيروت AUB لإبنة رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله آل الشيخ.

يقدّم فريق الوصاية هذا الدور لتصفية حسابات سياسية وفئوية ضيقة من دون أي اعتبار لعشرات الآلاف من الشباب اللبناني الذين تمثل لهم الجامعة اللبنانية ملاذًا علميًا خصوصًا بعد الانهيار الاقتصادي عام 2019.

منشورات ذات صلة