اليمين الانعزاليّ والقوّات في مواجهة الرئيس والجيش
إعداد: رنا يتيم
بعدما كانت القوات اللبنانية من أبرز الداعمين للمؤسسة العسكرية في ملف نزع السلاح، كما وقفت إلى جانب رئيس الجمهورية، انقلب المشهد بعد حادثة صخرة الروشة وإضاءتها بصورة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فقد تولّى الجيش اللبناني والقوى الأمنية حماية الفعالية ومنع انزلاقها إلى مواجهات تهدّد السلم الأهلي، ما أثار اعتراض القوات اللبنانية التي كانت تتوقع تدخُّلاً قمعياً وصولاً إلى استخدام السلاح لوقف النشاط. واعتبرت القوات أنّ المؤسسة العسكرية قصّرت في واجبها، بل انقلبت على الشرعية، لتصدر تعليمات إلى ناشطيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشن حملة ضد قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، وصولاً إلى المطالبة برحيل الرئيس عون.
أبرز المواقف
نداء الوطن (29/09/2025 – مقال بعنوان "جوزيف عون: ارحل": اعتبرت أنّ بيان وزارة الدفاع انقلابي على الشرعية والدستور٬ ورأت أنّ المؤسسة العسكرية منحت نفسها مهام سياسية تتجاوز صلاحياتها.
"نبيلة عواد"(MTV): بعدما كانت من أبرز المدافعين عن جوزيف عون، انتقدت الجيش ورأت أنّ ما حصل يُمثِّل تضييعاً للفرص أمام اللبنانيين، وطالبت بتوضيح من رئاسة الجمهورية.
"سيلين خوري": تحدّثت عن "اتفاق مزعوم" بين الثنائي الشيعي وقائد الجيش قبل الانتخابات، مطالبة بتحقيق شفّاف ومحاسبة المسؤولين.
"ريتا قسيس": اعتبرت أنّه "من يخضع لحزب اللّٰه لا يستحق أن يكون رئيساً للبنان".
من جمهور القوات: علّق أحدهم ساخراً أنّ قائد الجيش صار شعاره: "شرف، تضحية، كتلة المقاومة".
"جون كلود نجم": شدّد على أنّ دور الجيش يقتصر على تنفيذ قرارات السلطة السياسية، معتبراً أنّ أي تجاوز لذلك هو "انقلاب على الدولة".
"رعد القاضي": أعرب عن خيبة أمله من الرئيس والجيش لعدم تنفيذ القرارات، ورأى أنّ الثقة سقطت.
"فيدرال لبنان": انتقد الرئيس قائلاً إنّه إن لم يتصرّف كما يجب في عزّ الزخم والدعم الدولي، فلن يفعل لاحقاً، داعياً إياه إلى الرحيل.
"جو": اعتبر أنّ هناك اتفاقاً بين رئيس الجمهورية وقائد الجيش من جهة، وحزب اللّٰه من جهة أخرى، للامتناع عن مواجهة سلاح الحزب.
هذا الموقف التصعيدي من القوات اللبنانية تجاه الجيش ليس جديداً، إذ خاضت القوات خلال الحرب الأهلية معارك مباشرة ضد المؤسسة العسكرية، سقط خلالها العديد من الشهداء والجرحى من الجيش.
ما يجري اليوم يوحي بأنّ السلوك المعادي للجيش متأصّل ومتواصل حتى الآن، ويتجدّد عند كل محطة خلافية٬ ويؤكد أنّ القوات لم تتخلَّ فعلاً عن تاريخها في مواجهة الجيش و ما شهدناه في حادثة الروشة وما تلاها من حملات يؤكد أن العداء ما زال قائماً حتى اليوم.