"السّواعد" العراقية في جنوب لبنان: منشآت تعليمية في القرى الحدودية!
إعداد: محمد حمود
فيما تشارك معظم الدّول العربيّة في منع إعادة إعمار القرى المدمَّرة في جنوب لبنان، وتتلاقى مع رفض العدو الإسرائيلي لعودة الحياة إلى القرى الحدودية، ما يزال العراق الرّسمي والشّعبي يشكل علامةً فارقةً، في الحرب والسّلم، مستمرًّا في دعم الشّعب اللُّبناني. وبرز في هذا الإطار تكفّل العراق بإنشاء منشأة تعليميّة متكاملة، بواسطة "البيوت الجاهزة"، في بلدة ميس الجبل، جنوب لبنان، إضافة إلى منشأة تعليميّة مؤقّتة في بلدة حولا.
وقد تولّت قبيلة السّواعد العراقيّة تغطية جميع تكاليف المشروع، فيما مثّلت جمعية "وتعاونوا" الوسيط بين قبيلة السّواعد واتّحاد بلديات جبل عامل لتسليم البيوت، وقد تكفّل الاتّحاد بالعمل على تأمين البنى التّحتيّة للمشروع، لتأمين انطلاقة سلسة للمجمع التربوي المنتظر.
* منشأة تعليميّة تتّسع لـ650 طالبًا.
تضم المنشأة الجديدة ثلاث مراحلة تعليمية: الابتدائي والمتوسط والثّانوي.
وستتّسع لما يقارب 650 طالبًا، مع تجهيز 30 غرفة تعليميّة بمساحة 6×2.80 مترًا للغرفة الواحدة، بالإضافة إلى مبنى إداري يتكوّن من ثلاث غرف مخصّصة للإدارة، النّظارة، وغرفة المعلّمين.
فضلاً عن توفير الطّاقة الشّمسيّة الّتي يحتاجها المشروع، وتزفيت باحة المجمع الدّراسي المؤقّت، كما وسيتمّ فرش الممرّات بالعشب الأخضر الصّناعي، إضافة إلى إنشاء ممرّات مسقوفة بين الغرف كي تكون مجهّزة لفصل الشّتاء.
كذلك يتضمّن المشروع موقفًا مخصّصًا للسّيارات ضمن عقار مغلق لضمان تنظيم عملية نقل الطّلاب وأمنهم.
* جمال شعيب: تمويل عراقي شامل
في حديث لـ"بيروت ريفيو"، أكّد الصّحافي ومنسّق العلاقات العامة والأنشطة في جميعة "وتعاونوا" جمال شعيب، وهي الجهة الوسيطة للمشروع، تكفل قبيلة السواعد بالتّمويل، وأنّ "الحاج أبو ميسم الساعدي" كلّفَنا بتأمين هذه الغرف وكلّ التّجهيزات.
وتواصلُ قبيلة السواعد تقديم الدّعم في مجالات متعدّدة، منها تغطية رسوم تسجيل طلاب المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية من القرى الحدودية، وتأمين القرطاسية، إضافة إلى توفير كميات كبيرة من المواد والحصص الغذائية.
وأكّد أنّ هذه المبادرة تأتي ضمن حزمة دعم متكاملة من العراق تشمل دعمًا من المؤسّسات الرسمية العراقية، ومساهمة القبائل والجمعيات العراقية. ورأى أنّ هذا جهد يعبّر عن نخوة وكرم الشعب العراقي، وهو دعم مميّز ومتواصل يشهد عليه أهلنا في القرى الحدودية.
وفي هذا الإطار، سلّمت جمعية "وتعاونوا" في 17 أيلول حمولة قافلة "حولا بلدتي ومدرستي" كجزء من مساعدات قبيلة السواعد العراقية أيضا، وتضم غرفًا جاهزة للصفوف المؤقّتة ومقاعد الطلاب والحصص الغذائيّة والتّجهيزات المدرسية الأخرى لتسهيل انطلاق العام الدراسي 2025-2026 في البلدة.
* التّسجيل مستمرّ حتى تشرين الأول.
من جانبه، أوضح رئيس بلدية ميس الجبل "حبيب قبلان" لـ"بيروت ريفيو" أنّ "التسجيل في المدرسة مستمر حتى نهاية شهر تشرين الأول، وقد بلغ عدد الطلاب المسجلين حتى الآن 300 طالب"، مشيرًا إلى أنّ العام الدراسي سيبدأ فور الانتهاء من التجهيزات الداخلية، علمًا أن البلدية تسعى إلى أن يكون التّعليم مجانيًا لجميع الطلاب.
ويهدف المشروع إلى أن يكون صرحاً تربويًا متكاملًا يقدّم خدمات تعليميّة نموذجيّة لسكان ميس الجبل والقرى الحدوديّة المجاورة، مع توفير بيئة آمنة ومجهزة لأبنائهم.
يمثّل هذا المشروع العراقي نموذجًا للدعم والمساندة بعد الحرب، في ظل شبه تماهٍ عربي مع محاولات خنق لبنان وعزله، وربط أي مساعدة له بتنازلات سياسيّة من قِبَله.