نديم قطيش: ليبرالي عصري ينتشي على الإبادة ويغسل سمعة مرتكبيها

ضمن وفد إعلامي عربي وُصِف ب"الليبرالي"، زار مدير عام قناة "سكاي نيوز عربية" نديم قطيش دمشق للقاء صاحب "أكبر تكويعة في الشرق الأوسط"، وفق ما عبَّر قطيش في إحدى مقابلاته السابقة، في محاولة لترميم صورته بعد أحداث السويداء والساحل السوري. جاء اللقاء بعد أقل من شهرين على المذابح التي وقعت في السويداء على يد عناصر الأمن العام والفصائل المسلحة، وبعد أن كانت القناة التي يدُيرها قطيش والمموّلة إماراتيًا تُفرد مساحات للحديث عن المجازر المرتكبة مع نقل وجهة نظر الدولة السورية، على عكس قناة الجزيرة مثلًا التي أظهرت انحيازًا تامًا لسردية الدولة.
وإن كان موقف القناتين مفهومًا لجهة ميل الجولاني إلى الخط القطري التركي أكثر من الخط الإماراتي والسعودي، فإن قطيش في زيارته الأخيرة استطاع أن يحصل على "صك البراءة" من الجولاني من خلال تأكيده بأنه ليس امتدادًا للتنظيمات الجهادية ولا للإخوان المسلمين ولا حتى للربيع العربي. وأنه سيعمل على بناء الدولة من خلال مرجعية التكامل الاقتصادي والعلاقات مع الغرب وربط الموانئ السورية بأوروبا وبميناء جبل علي في دولة الإمارات. كانت هذه المواقف هي الثمن الذي تقاضاه قطيش مقابل نزعه صفة التطرف والإرهاب عن الجولاني والتي لطالما وصفه بها لسنوات، تمامًا كما نزعته القنوات التي عمل لديها من الحدث والعربية السعوديتَين وصولًا ل"سكاي نيوز" الإماراتية. 
 
لكن بالنظر إلى تاريخ قطيش، حتى القريب منه، لا يبدو هذا الموقف غريبًا، فمنذ بدء حرب الإبادة على غزة لا يفوّت قطيش فرصة لإدانة حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، ومساواتها باليمين الإسرائيلي المتطرف ابتداءً برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى بن غفير وغيره. حتى أنه اعتبر في إحدى مقالاته في "الشرق الأوسط" أن الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة حاجة إنسانية ملحّة، "بيد أن تحقيقه ينبغي ألا يؤدي إلى نتائج عكسية" من خلال بقاء حماس في السلطة، في موقف يتفق مع ما تراه "إسرائيل" من ضرورة عدم إيقاف الحرب قبل تحقيق أهدافها. كما تحدث في إحدى مقابلاته عن حق الفلسطينيين في العيش بأمن وأمان مقابل تحمّلهم لمسؤولياتهم، وقابل ذلك بحق "إسرائيل" أيضًا بالأمن والأمان!  

وبطبيعة الحال، لا يختلف موقف قطيش من المقاومة في لبنان عن فلسطين، مع فارق أنه يكنُّ عداءً واضحًا منذ سنوات لحزب الله ويرى أن اليوم، بعد الضربات التي تعرّض لها الحزب، هو الوقت المناسب ل"تكريس هذه الهزيمة وتثبيت نتائجها السياسية (نزع السلاح)" لتنتقل الدولة بعد ذلك إلى معالجة النتائج الاجتماعية للحرب من إعادة الإعمار والنهوض بلبنان. كما يبرر الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس بانفراد حزب الله بقرار إعلان الحرب، مع أن "إسرائيل" اعترفت بأنها لم تكن تنوي احتلال هذه النقاط. عدا عن إلقائه باللوم دائمًا على الحزب في أي خرق تمارسه "إسرائيل" لوقف إطلاق النار ومن ضمنها الضربات المتكررة التي حصلت في الضاحية.

انطلاقًا من ذلك كله يبدو طبيعيًا أن المنشورات والمقاطع المصورة لنديم قطيش تُنشر بشكل دائم على صفحات "إسرائيل بالعربية" لأنه مِن أفضل مَن تكلّم بلسان "إسرائيل بالعربية"!

منشورات ذات صلة