إعلام الوصاية ينتصر للجولاني بوجه الجيش اللبناني
تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية - السورية وصولاً إلى اشتباكات دموية، ترافقت مع حملة تضليل إعلامي وسرديات جاهزة. "بيروت ريفيو" رصدت أبرز الأضاليل التي انتشرت خلال الساعات الأخيرة:
- التضليل حول طبيعة الاستهداف: ادّعى موقع "المدن"، أن الجيش السوري استهدف مواقع لـ"حزب الله" على الحدود، لكن الوقائع الميدانية والمشاهد المصوّرة من المنطقة، أكدت أن القصف لم يصب سوى منازل سكنية، ما أدى إلى سقوط جرحى مدنيين واستشهاد طفل.
- الانحياز في ترتيب الأولويات: صحيفة "نداء الوطن" تبنّت الرواية السورية للأحداث، معتبرة أن "حادثة اختطاف وقتل جنود سوريين على يد عناصر من حزب الله" كانت السبب الأساسي للتوتر. وفي تقرير من 14 سطراً، همّشت الصحيفة خبر استشهاد الطفل اللبناني، وذكرته في السطر ما قبل الأخير، مكتفية بالإشارة إلى "مقتل طفل وجرح أربعة مدنيين".
- التبرير المسبق للاعتداءات: قناة "MTV" قدّمت السردية المقابِلَة بطريقة تبرّر قصف المناطق اللبنانية، ناقلةً عن مديرية الإعلام في حمص أن "حزب الله دخل الحدود السورية"، مما استدعى حشد القوات السورية على الحدود. واكتفت بحجز مكان في ختام الخبر للنفي اللبناني المرتبط ببيان حزب الله: "في حين نفت العلاقات الإعلامية في حزب الله ما يُشاع..".
- التضليل في توصيف المعارك وأطرافها: قناة "العربية" زعمت أنها رصدت "اشتباكات متقطعة بين الجيش السوري وعناصر من حزب الله على الحدود السورية اللبنانية"، ورغم حضور مراسل القناة منذ اللحظات الأولى في أرض المعركة، إلا أنه لم يستطع توثيق دليل واحد على أن من يقاتلهم في الطرف الآخر هم أفراد من حزب الله. بل إنه تورّط بخبر تبيّن زيفه عندما نقلت عنه القناة "تدمير مستودع ذخيرة لحزب الله داخل حدود لبنان بقصف مدفعي سوري"، ليتبيّن لاحقاً أن ما يتحدّث عنه هو إصابة سيارة تحمل قوارير للغاز.
- استثمار التضليل سياسياً: القيادي في "القوات اللبنانية" شربل عيد نشر على "إكس" تغريدة جازمة حول "مقاتلين من حزب الله يقتحمون الحدود السوريّة ويقتلون جنوداً سوريين"، معتبراً أن ذلك يستوجب سحب سلاح الحزب وضبط الحدود. بنى القواتيّ كل استثماره في الموقف السياسي اللاحق على السردية الإعلامية التضليلية التي كانت وزارة الدفاع السورية أوّل من أنتجتها بالتعاون مع قناة "الجزيرة" القطرية.