"الجديد"
واجهة للشبكة المالية لتحسين خياط: نطبّل لكم فتسهّلون أعمالنا
ولا تفصل قناة “الجديد” بين النشاط الإعلامي والنشاط التجاري لمالكيها. فهي مملوكة بالأغلبية المطلقة للعائلة التي تنشط في قطاعات شديدة الحساسية إعلاميًا، منها الترفيه والضيافة والنشر، والأهم.. الطاقة، وتحديدًا تشغيل معامل لإنتاج الكهرباء في لبنان، مع كل ما في هذا القطاع من فساد وسوء إدارة وإرهاق الاقتصاد اللبناني وجيوب السكان بفواتير المولدات، إضافة إلى التلوث البيئي الشديد الخطورة.
هكذا، تُصبح القناة خاضعة للتوجيه بما يخدم مصالح الشركات التابعة للعائلة، سواء عبر الامتناع عن التغطية، أو عبر توجيه التغطية ضد خصوم اقتصاديين أو سياسيين. كما تفقد استقلاليتها كمؤسسة إعلامية يفترض أن تعمل وفق معايير المهنة، لا أولويات الربح والنفوذ التي تحظرها المواثيق الدولية الخاصة بصناعة الإعلام.
وتزداد الشبهات حول استخدام قناة “الجديد” للتلاعب بالرأي العام خدمة لمشاريع خارجية وتأثير هذه الارتباطات المالية على السياسة الإعلامية والتحريرية للقناة، في ظل وجود مصالح واضحة للعائلة المالكة في عدد من الدول التي تتدخّل سلبًا في الشؤون اللبنانية.
* الشركات المرتبطة بعائلة تحسين الخياط:
1 -Garnet Publishing Ltd. (المملكة المتحدة): تنشر كتبًا تعليمية وثقافية، مع تركيز على منطقة "الشرق الأوسط". تعود ملكيتها الى كل من كريم الخياط (60%)، ناديا الخياط (30%)، تحسين الخياط (10%).
2 -Geoprojects Limited (المملكة المتحدة): تنشر خرائط ومواد تعليمية ويديرها كل من كريم وناديا الخياط، مع صفاء الخوري.
3 -All Prints (لبنان): توزّع وتنشر كتبًا تعليمية، وهي جزء من مجموعة TKG.
4 -Middle East Power (MEP): لديها مشاريع في قطاع الطاقة، خاصة في العراق ولبنان، أسسها كريم الخياط. وهنا مثلًا، يبرز انعكاس هذه الملكية على الأداء الإعلامي للقناة. فقد واجهت الشركة الموكلة تشغيل محطتَي الذوق والجية لإنتاج الكهرباء في لبنان، في إطار اتفاقات مؤقتة مع الدولة، انتقادات سياسية وإعلامية، خصوصًا بسبب انقطاع التيار الكهربائي والشكوك حول مدى قانونية بعض التمديدات للعقود في ملفات تورّط فيها اسم كريم الخياط. وبطبيعة الحال، استُخدمت تغطية قناة "الجديد" لممارسة الضغوط على المسؤولين اللبنانيين من أجل تأمين مصلحة الشركة التي تحصل سنويًا على عشرات ملايين الدولارات من مؤسسة كهرباء لبنان.
5 -Phoenix Hospitality Management: تدير مشاريع ضيافة، بما في ذلك فندق 1866 في بيروت. يديرها كريم الخياط.
6 -Eighteen Sixty Six Hotel: هو جزء من استثمارات مجموعة TKG.
7 -SportsVille: مركز رياضي وترفيهي، وهو جزء من مجموعة TKG.
8 -NEW TV SAT Ltd (جزر العذراء البريطانية): توسيع نشاط قناة "الجديد" دوليًا، ويملكها كل من تحسين الخياط (36%)، كريم وكرمى الخياط (5% لكل منهما). وجود الشركة في تلك المنطقة تحديدًا يثير الشكوك حول محاولة التغطية على ملكيات أو عقود أو أملاك أو التهرب الضريبي.
9 - G.C. Events Ltd.: تنظم فعاليات خارج لبنان، وتديرها كرمى وناديا الخياط، وسمر عسيران (زوجة تحسين الخياط). يمكن استخدام هذه الشركة لتوقيع عقود تمويل إعلامي أو تنظيم مؤتمرات دعائية، خارج رقابة القانون اللبناني، ما طرح علامات استفهام حول التمويل السياسي غير المعلن للقناة عبر شركات هي مجرّد "واجهة".
10 - TSK Property Finance Ltd. وRutland Nominees (PTC) Ltd (المملكة المتحدة): تمويل وتملّك عقارات سكنية، ويملكها ويديرها محمد تحسين الخياط.
* شبكة معقّدة تثير الشبهات وتستدعي التساؤلات
تُظهر شبكة الشركات والاستثمارات المرتبطة بعائلة تحسين الخياط تداخلًا معقدًا بين المصالح الإعلامية والتجارية، مع استخدام لـ"الملاذات الضريبية" وتوزيع الملكية بين أفراد العائلة. يثير هذا التداخل شبهات حول الشفافية وتضارب المصالح مع مهنة الإعلام التي تستوجب استقلالية وموضوعية تامة، خاصة في ظل غياب المعلومات المفصلة حول بعض الأصول. هذا البحث في الخلفيات التجاريّة يفسّر حضور قناة "الجديد" عنصرًا فاعلًا في "إعلام الوصاية"، من خلال تلاعبها بالرأي العام عبر برامج وتقارير موجّهة ومدفوعة مسبقًا، هدفها الرئيسي تأمين المصالح التجارية لعائلة تحسين الخياط.
"الجديد" شركة تجارية لا إعلامية
في الخلاصة، لا تُعتبر قناة "الجديد" مؤسسة إعلامية بالمعايير المهنيّة الدقيقة، بل تحوّلت إلى أداة ضمن منظومة مصالح عائلية-تجارية، حيث يتبدّل المضمون السياسي وفق حسابات استثمارية، وليس مبادئ أو سياسات تحريرية، ويُستخدم الغطاء الإعلامي لكسب النفوذ، أو عقد الصفقات، أو تحييد الخصوم وتشويه صورتهم.