السلطة اللبنانية لم ترَ انفجار مرفأ بندر عباس

قلّة سيادة أخلاقية

GpspV-JW8AAabrM.jpg 204.33 KB
شهدت إيران في ٢٦ نيسان ٢٠٢٥ انفجارًا ضخمًا في مرفأ الشهــ.ـيد رجائي في مدينة بندر عباس. مشاهد الانفجار أعادت الذاكرة إلى انفجار مرفأ بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠. وقد سارعت دول إقليمية ودولية إلى إبداء التعاطف والدعم مع إيران وشعبها.

المفاجأة كانت في صمت الحكومة اللبنانية تجاه الحادث المأساوي، وهو صمت مخجل نظرًا لما لإيران من دور في دعم لبنان بوجه الاحتـ ـلال الإسرائيلي لسنوات طويلة وكذلك لما قدّمته إيران من موقف إنساني وإغاثي داعم للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت.

ماذا كان موقف إيران؟ 

صرح وزير الخارجية الإيراني في حينه محمد جواد ظريف في ٤ آب ٢٠٢٠ عبر صفحته الرسمية على أكس: "إيران جاهزة لتقديم المساعدة عبر أي وسيلة ضرورية. عقولنا وصلواتنا مع الشعب اللبناني العظيم الصامد".

في ٦ آب ٢٠٢٠ أجرى الرئيس الإيراني -في حينه- حسن روحاني اتصالًا هاتفيًا بنظيره اللبناني ميشال عون، قال فيه إن بلاده وجّهت الوزارات المعنية لتقديم كل المساعدات الممكنة بسرعة. 

في اليوم نفسه، أعلن المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي أن إيران مستعدة للمساهمة في إعادة بناء مرفأ بيروت.

بعد أيام، كانت طا ئرات المساعدات الإيرانية تحط في مطار بيروت الدولي حاملة أطنانًا من المواد الطبية والإغاثية والغذائية فضلًا عن الطواقم الطبية اللازمة، علمًا أن لبنان كان قد منع منذ العالم ٢٠١٨ تزويد الطا ئرات الإيرانية في مطار بيروت الدولي بالوقود التزامًا منه بـ"العقوبات الدولية" على ايران.

كيف يمكن تفسير صمت الحكومة اللبنانية؟

من المؤكد أن رئيس الحكومة نواف سلام سمع بنبأ الانفجار المأساوي، لكن يبدو أنه قرر تجاهل الحدث في سياق سياسته العامة لإخضاع لبنان للنفوذ الأميركي - السعودي. مع العلم أن الرياض نفسها أعلنت عدّة مواقف تضامنية مع إيران بعد الانفجار، ولكنها لم تبعث ربّما برسائل "تشجيعية" إلى الحكومات العربيّة كما تفعل عادة، عندما تريد إظهار أنّها قوة إقليمية مرجعية. 

يردد الرئيس سلام كثيرًا مصطلح احتكار قرار الحر ب والسلم، فيما يبدو أنه عاجز عن احتكار قرارات التضامن الإنساني تجاه دول صديقة.

منشورات ذات صلة