حزيران 1987: جعجع يغتال الدولة
- دخل الرئيس رشيد كرامي في دائرة الخطر عام 1987 بعد تهديد قائد ميليشيا القوات سمير جعجع علنًا عبر قناة lbci خلال حلقة تلفزيونية على خلفية رفض كرامي لطروحات جعجع التقسيمية خصوصًا مطار حالات (غير المطابق للمواصفات الفنية) وسيطرة ميليشيا القوات على مرفأ بيروت وفرضها خوات ورسوم لصالحها.
- أوكل سمير جعجع مهمة اغتيال الرئيس كرامي إلى مسؤول أمن القوات المدعو "غسان توما" الذي باشر إجراءاته على الفور معتمدًا على الأفراد المزروعين داخل الجيش وخصوصًا في قاعدة أدما الجوية التي يرتادها كرامي خلال تنقلاته من وإلى طرابلس بالمروحية، لذلك تقرر اغتياله في الجو.
- قام (غسان توما وطوني عبيد وغسان منسى) وأفراد من بحرية القوات بعمليات رصد للحركة الجوية في قاعدة أدما ومسح شاطئ جبيل وحركة الاتصالات اللاسلكية من على متن زوارق تابعة لميليشيا القوات في البحر.
- اقنع "غسان توما" أحد فنّيّي الجيش بوضع العبوة في هيكل مقعد الرئيس كرامي داخل المروحية مقابل مبلغ 15000 ليرة، وقد نفذ المطلوب منه بدقة... (والعبوة عبارة عن بطارية ماركة YUASA يابانية الصنع مجهزة بصاعق من صنع إسرائيلي قادر على تفجيرها عند تلقي الاتصال اللاسلكي اللاقط، وهذه البطارية من طراز NP 6-21 زنتها حوالى ثلاثماية غرام، مما يطرح تساؤلًا عن دور لاسرائيل في العملية).
- جيّر جعجع علاقته بالعميد في القوات الجوية اللبنانية "خليل مطر" خلال حرب الجبل لتنفيذ العملية، فوجّه "غسان توما" للاجتماع به وتحويل الأموال اليه بشكل دوري، وفي يوم العملية 1 حزيران 1987 طلب منه إحضار جهاز مراقبة الطيران، واستقلّا وآخرون زورقًا تابعًا للقوات توقف في عرض البحر قبالة شاطئ المدفون حيث تم تحديد طائرة الرئيس كرامي ذات الرمز 906 عبر جهاز العميد "خليل مطر" وضغط غسان توما على زر التفجير اللاسلكي.
- رأى الجميع انفجار المروحية وانبعاث الدخان منها وعلت صيحات الابتهاج والفرح على متن الزورق الذي توجه فورًا الى قاعدة جونيه حيث كان "طوني عبيد" ينتظر "توما" لتسليمه كاسيت تصوير العملية، فحمله وغادر فورًا للقاء جعجع والاحتفال بنجاح العملية ومنع انتهاء الحرب الأهلية الذي كان الهاجس الذي يؤرق جعجع، ومن أجله تورط مجددًا باغتيال داني شمعون موقنًا بأنه فوق القانون وهو من يقرر متى تنتهي الحرب.
ملاحظة: المعلومات الواردة في النص بناءً لتحقيقات الجيش اللبناني والقضاء واعترافات المشاركين الموقوفين في الجريمة، الذين لم تتم تبرئتهم أبدًا بل صدر عفو عن جعجع وحده.